المحتال وزوجته

■ قرر محتال وزوجته ان يدخلا مدينة ليمارسا أعمال النصب والاحتيال على أهلها. وفي اليوم الأول اشترى المحتال حمـــارا وملأ فمه بليرات من الذهب رغما عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق، لمح الحمـــار أتاناً في السوق فنهق فما كان من الليرات الذهبية أن تساقطت من فمه … تجمع الناس حول المحتال الذي اخبرهم ان الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه. بدون تفكير بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار واشتراه كبير التجار بمبلغ كبيرلكنه اكتشف بعد ساعات أنه وقع ضحية عملية احتيال.

انطلق كبير التجار ورفاقه فورا إلى بيت المحتال وطرق الباب قالت زوجته انه غير موجود لكنها سترســـل الكلب ليحضره فــــــورا. وفعلا أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهـــرب لا ينوي على شيء، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب ، فنسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب واشتراه احدهم بمبلغ كبير ، ثم ذهب صاحبه الجديد إلى البيت وأوصى زوجته ان تطلق الكلب ليحضره  فأطلقت الزوجة الكلب لكنهما لم يرياه بعد ذلك.


أدرك التجار أنهم وقعوا ضحايا لعمليةنصب أخرى. فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوه عنوة فلــم يجــدوا سوى زوجته ، فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته ، وقــــال لها لمـــاذا لم تقومي بواجبـــات الضيافة مع هـــؤلاء الأكـــارم؟ فقالت الزوجة إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت ،فتظاهر المحتال بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا من النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء، فتظاهرت بالموت.


صار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم :-لا تقلقوا فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة وفورا اخرج مزمارا من جيبه وبدأ يعزف ، فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا، وانطلقت تصنع القهوة للرجال المدهوشين.


نسى الرجال لماذا جاءوا ،وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير، وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو، وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف ان يقول لهم انه قتل زوجته فادعى ان المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته، فاستعاره التجار منه … وقتل كل منهم زوجته.


طفح الكيل مع التجار ، فذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوا به في البحر، ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة حتى أتاهم النوم. صار المحتال يصرخ من داخل الكيس ، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده في الكيس وهؤلاء نيام ، فقال له إنهم يريدون أن يزوجوه ببنت كبير التجار في الإمارة ، لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري. أقتنع الراعي بأن يأخذ مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنة تاجر التجار، فدخل مكانه بينما اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة.لما نهض التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين ،لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاث مئة رأس من الغنم. فسألوه فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطيء وأخبرته بأنهم لو رموه في مكان أبعد عن الشاطيء لأنقذته اختها الأكثر ثراء والتي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم ،وهي تفعل ذلك مع الجميع.


كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فيه وصارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.