اعترافات قاتل اقتصادي مأجور

ذاع صيت جون بيركنز بعد ان اعترف بأنه كان قاتلا من نوع خاص شارك في الاغتيال الاقتصادي لدول بأكملها. وبواسطة الرشوة والابتزاز كان يرغم زعماء الدول النامية على أخذ قروض من الولايات المتحدة الامريكية ، فتدخل تلك الدول في مستنقع الديون والتبعية الاقتصادية للولايات المتحدة. وحسب شهادته فإنه إذا ما حاول أحد الزعماء السياسيين رفض شروط التعاون ، ترسل الاجهزة الخاصة الامريكية عناصر خاصة تسمى بـ “الجاكلز” لتصفيته ، مثلما حدث في بنما والاكوادور. وفي حال فشل الـ”جاكلز” تدفع الولايات المتحدة بجيشها ، كما حدث في العراق.

ظل القاتل الاقتصادي جون بيركنز صامتا قرابة عشرين عاما وهو لا يجرؤ على نشر مذكراته خوفا من التهديدات التي كان يتلقاها باستمرار ، وقد قبل رشوة كبيرة للحفاظ على صمته في مطلع الثمانينات. لكن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر اتخذ قرارا حاسما بإذاعة الحقيقة مهما كانت العواقب. فانكب على تأليف كتابه بشغف دون أن يطلع أحدا من أقربائه وذويه حتى فرغ منه فأرسل عدة نسخ منه الى دور نشر عديدة لم تجرأ على نشره إلا واحدة فقط. خرج الكتاب إلى النور أخيراً عام ألفين وأربعة ، وسرعان ما أصبح الكتاب الأكثر مبيعا ، إضافة إلى أنه ترجم الى ثلاثين لغة بما فيها العربية التي صدر فيها تحت عنوان: “الاغتيال الاقتصادي للأمم”. يعترف جون بيركنز في كتابه صراحة بأن ثمة الكثير من أمثاله ، وأن الاغتيال الاقتصادي للأمم أضحى عملا روتينيا بالنسبة للولايات المتحدة. كما يذكر الكاتب أسماء القادة الذين كانوا من ضحاياه والبلدان التي أثار فيها عواصف اقتصادية عاتية. فمنها أمريكية لاتينية ومنها شرق أوسطية.

ويقول بركنيز في مقابلة تلفزيونية مع محطة الديمقراطية الآن Democracy Now الأمريكية أواخر عام 2004 : إن بناء إمبراطورية أمريكية هو ما تربينا عليه في الأساس ، ووظيفتنا أن نخلق وضعاً يسمح بتدفق أكبر قدر ممكن من الموارد إلى هذه الدولة (مؤسساتنا وحكومتنا) ، وفى الحقيقة فقد حققنا نجاحاً كبيراً ، حيث قمنا ببناء الإمبراطورية الأعظم في تاريخ العالم ، على مدار الخمسين عاماً الأخيرة منذ الحرب العالمية الثانية ، و بتدخل عسكري ضئيل ، حيث لا نلجأ للتدخل العسكري إلا كملاذ أخير وفى مناسبات نادرة كما هو الحال في العراق. إن هذه الإمبراطورية وعلى النقيض من غيرها عبر تاريخ العالم تم بناؤها في الأساس بالمناورة الاقتصادية عبر الغش والاحتيال وعبر إغراء الناس واجتذابهم إلى طريقة العيش الأمريكية بواسطة “القتلة الاقتصاديين المأجورين” الذين كنت واحداً منهم.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.