متى أبيع أو اشتري بيتاً

• هل أشتري منزلاً قبل بيع منزلي الحالي أولاً ؟ سؤال جوابه يعتمد على الخيار الذي يتوجب عليك القيام به قبل الإقدام على خطوة الانتقال ، وهو خيار قد يحدده حال سوق العقارات المنزلية أيضاً.

لكن قبل الشروع في اتخاذ أي قرار ربما من الأفضل أن تسأل نفسك هل أبدأ عملية الانتقال هذه ببيع منزلي الحالي أو بشراء المنزل الجديد أولاً؟

تذكر أنك عندما تشتري منزلاً فإن العد التنازلي يبدأ حتى تحين ساعة الصفر التي تبيع عندها منزلك الذي تسكنه حالياً ، لأنك على الأرجح ستكون بحاجة إلى ذلك المال لإتمام صفقة شراء المنزل الجديد. ويعد هذا الاختيار من الأمور المرعبة لاسيما في الأسواق التي تتهاوى فيها عمليات المبيع.

ثم هناك الخيار الثاني وهو أن تبيع منزلك الحالي أولاً. لكن ماذا عساك تفعل إذا لم تجد المنزل الذي تحلم به في الحي الذي تريد؟ هل سيضطر أولادك إلى الانتقال إلى مدرسة جديدة في منطقة أخرى ؟ هل أنت مستعد لاستئجار مسكن مؤقت لفترة من الوقت؟

يقول الخبراء في المجال العقاري إن الخيار التقليدي المتبع منذ فترة طويلة في هذه الحالة هو بيع المنزل أولاً ثم الشروع بالبحث عن منزل جديد. لكن نظراً لسوق العقارات السكنية في الوقت الحالي ، وبتواجد ما يُسمى بالعروض المتعددة فإن هذا الخيار التقليدي بات يسير في الاتجاه المعاكس ويدفع البعض إلى شراء منزل أولاً وهم على ثقة كاملة من أنه سيتم بيع منزلهم الحالي بسهولة ويسر.

غير أنه توجد بعض العوائق المرتبطة بخياري البيع أو الشراء أولاً ، لكن القرار يبقى في النهاية مستنداً على نظرتك الشخصية إلى السوق العقارية.

أحد الخيارات الجيدة في هذه الحالة إذاً هي تمديد التاريخ المحدد لإتمام عملية الشراء النهائية ، ما يسمح لك بزيادة فرص بيع منزلك ، كما قد تحتاج أيضاً إلى إضافة فقرة على العقد تمكّنك من التملّص منه بصورة قانونية. هناك أيضاً خيار استئجار مسكن مؤقت ، لكن سوق الإيجارات من ناحية أخرى قد يكون ضعيفاً جداً أيضاً.

ينصح معظم الوسطاء العقاريين زبائنهم بالبيع أولاً ، لكن يجب أن تتذكر أن خيار البيع أولاً بالنسبة لأي عائلة شابة له قد ينجم عنه عدم العثور على البيت المناسب في الحي المناسب. أما إذا كنت قادراً على الإبقاء على العقارين معاً في آن واحد ، فعليك عندئذ شراء المنزل الذي تراه مناسباً لاحتياجاتك بعد تحديد فترة زمنية أطول في العقد لإتمام الصفقة.

وهنا ستحتاج إلى رأس مال أكبر لإتمام ذلك نظراً إلى صعوبة التعامل مع المؤسسات المالية المصرفية للحصول على قرض مالي قبل تأكدها من وجود التزام خطي من مشتر يريد شراء منزلك الحالي. فالمؤسسات المصرفية عادة ما تقبل بمنحك القرض المطلوب في حال وقع تاريخ إتمام الصفقة بعد تاريخ شراء المنزل الجديد بشرط أن يكون لديك مشتر ملتزم بالشراء.

في النهاية إذا اخترت أن تشتري منزلاً أولاً ، ففي وسعك أن تخفض سعر المنزل الذي تريد بيعه لتسهيل عملية بيعه. كما عليك أن تنتبه إلى أنه ليس عليك التراجع عن شراء المنزل الجديد بعد تقديم التزامك بالشراء ودفع مقدم شراء ، وإلا فقد يقاضيك الطرف الآخر بتهمة خرق بنود العقد والاتفاق.

كما يمكنك أن تشتري بيتاً بعد أن تشترط في العقد القانوني على أن إتمام عملية الشراء مرتبطة ببيع منزلك الحالي ، لكنك في هذه الحالة ستكون في مواجه مع مشترين آخرين لا يضعون شروطاً لشراء ذلك المنزل. قبل الموافقة على هذا النوع من العروض ، عادة ما يضع الفرد عبارة قانونية للتملص من التزامات العقد في حال ظهور مزايدة قوية من طرف آخر. قد تساعدك هذه الفقرة القانونية على إعطائك الحق في أن ترفض أولاً لكنك ستضطر عندئذ إلى العودة بعرض جديد غير مشروط.

تذكر أن المصارف والؤسسات المالية تحذر من عمليات الشراء دون وجود مشتر مؤكد لمنزلك الحالي. وعلى الرغم من قيمة العقارين قد تساعدك في الحصول على قرض من تلك المؤسسات المالية إلا أنك ستحتاج أيضاً إلى مورد ثابت للدخل إذا أردت تحمل نفقات العقارين ، وقد يكون من الصعب أن توافق المؤسسات المصرفية على تمديد قرض إئتماني في حال احتفاظك بالعقارين دون أن يكون دخلك الشهري عال بالشكل المطلوب ، ما قد يضعك في موقف غير مريح لا يمكنك معه تحمل أعبائه المالية.

أما إذا كنت تريد بيع منزلك لأنك تشعر باليأس ، فيقول أحد الخبار في السوق العقارية إن أي تغيير في اتجاه البيع أو الشراء أولاً ، يعتمد على المدينة نفسها لن بعض المدن تتميز بسهولة بيع المنازل فيها. لكن في نهاية الأمر يعتمد الأمر على نظرتك الشخصية للسوق العقارية ، فإذا أردت أن تشتري أولاً فإنه يجب أن تكون واثقاً تماماً من قدرتك على البيع.

بقلم أديل يوسف.
ترجمة حسام مدقه.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.