أزواج الإنستاغرام

• إدمان بعض النساء لصفحة “إنستغرام” للتواصل الاجتماعي، دفع أزواجهن إلى القيام بحملة “هاشتاغ” مضادة تحت شعار “أنا زوج إنستغرام”. وهؤلاء المشاركون في الحملة يريدون التعبير عن انزعاجهم من إهمال شريكات حياتهم لهم، واهتمامهن المتزايد بنشر صورهن في هذا الموقع الحديث نسبياً من بين المواقع الأخرى التي يعجّ بها العالم الرقمي.

ولا ينفرد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بالمركز الأول لعشاق العالم الافتراضي ، بعدما أصبح ينافسه منذ مدة موقع “إنستغرام” المتخصص في نشر وعرض الصور، ولقطات الفيديو القصيرة جداً، وهو ما يتميّز به هذا الموقع، الذي يختلف تماماً عن عالم “فيسبوك” أو “تويتر” حيث يمكن للمرء كتابة نصّ معيّن تحت الصورة التي ينشرها، سواء كانت صورة شخصية، أو صورة لأصدقاء، أو الكلب المفضّل، أو الحذاء الجديد.

ويبدو أن السرّ في الإقبال الكبير من المتابعين على هذا الموقع يكمن في عرض صور الأجساد الآدمية بمواصفاتها وأوضاعها المختلفة، وكلما كانت الصور مثيرة للاهتمام ازدادت أعداد المتابعين والمشجّعين، كما يقول الخبراء، حتى بدأ يُطلق اسم “عارضات إنستغرام” على الفتيات الجميلات ممّن يعرضن جمالهن على صفحات هذا الموقع، بل إن بعضهن أصبحن عارضات أزياء حقيقيات يعملن لدى كبريات دور الأزياء العالمية، ويحصلن على الملايين من عرض صورهن على “إنستغرام”، من قبل شركات الإعلانات، ودور الأزياء. ولكن للرجال حصّتهم في هذه القصّة أيضاً، إذ يفضّل بعضهم ممّن يمارسون الرياضة، وخاصةً تمارين بناء الأجسام، عرض عضلاتهم المفتولة على الموقع نفسه، للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين والمعجبين بهذا النوع من ذوي الأجساد المنفوخة واللمّاعة، الذين يعانون النرجسية، والاعتداد بالنفس … والجسد.

وبين الحين والآخر يظهر “هاشتاغ” جديد على موقع نشر الصور هذا، ومنهم بعض الأزواج الذين أطلقوا على أنفسهم شعار “زوج إنستغرام”. وذلك في إشارة إلى عدم رضاهم عن إدمان زوجاتهم على التقاط الصور بأنواعها، وليس صور “سيلفي” التي تلتقطها المرأة بنفسها فقط، بل الصور التي يطلبن من الأزواج التقاطها لهنّ، في الصالون، أو غرفة الطعام، أو المطبخ.. ولكن ليس في غرفة النوم طبعاً، وذلك في تعبير غير مباشر يشرح حال كل رجل يشكو إدمان زوجته على نشر صورها في الموقع، وكأنه يقول: أنا “زوج إنستغرام” المغلوب على أمره. هذا إذا كان من الأزواج الذين يقبلون القيام بهذه المهمّة أصلاً.

وإلى جانب زوجات “إنستغرام”، هناك عوالم أخرى لهذا الموقع الإلكتروني الذي يزداد شعبية وإقبالاً من قبل النساء بنوع خاص، نظراً إلى اهتمام المرأة الشديد بعرض جمالها الطبيعي، أو المصطنع، على أكبر عدد من الناس، فهناك أعداد متزايدة تصل إلى الملايين من المشتركين بهذه الخدمة الإلكترونية، يعرضون من خلالها بعض تفاصيل حياتهم اليومية على شاشة الكمبيوتر أو الموبايل، من خلال صور تعبّر عن التقلّبات النفسية، السعيدة منها أو التعيسة، في هذا اليوم أو ذاك. بينما يفضّل آخرون عرض صور الحيوانات الأليفة المحبّبة لديهم، أو لقطة لمائدة الغداء وما عليها من أطباق شهيّة، ويدعون الآخرين إلى مشاركتهم “إلكترونياً” تناول الطعام، ويفضّل آخرون نشر صورٍ لهم وهم يمارسون رياضتهم المفضلة، أو عرض الملابس الجديدة التي تشتريها بعض النساء لعرضها خصيصاً على موقع “إنستغرام”!

ولا بد من الاعتراف بأن هذا الموقع الإلكتروني جاء ليلبّي حاجة نفسية للنساء والرجال، لعرض تفاصيل حياتهم اليومية، كنوع من الاستعراض وإثارة إعجاب الآخرين، أو غيرتهم في أحيان كثيرة، وهي في الواقع حاجة نفسية لكل من يعاني حبّ الذات، أو الغرور الذي لا يقدّم ولا يؤخر، ولكن الأمر مثير للاهتمام، بدليل الزيادة المطردة لروّاد هذا الموقع، الذي يتقدم مع الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى في العالم الافتراضي.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.