هل الأنوثة الطاغية مشكلة ؟

• في هذا العنوان تناقض غريب، فالجمال في العادة يفتح الأبواب الموصدة أمام المرأة، وهو عنصر نجاح غير متوقع لكثير من النساء، بل إنّ مجموعة من النساء تحوّلن إلى رموز تاريخية لجمالهنّ الخارق. فجمال المرأة يرتبط عادةً بمرحلة الصبا والشباب، وهي مرحلة انتقالية بين طفولتها ونضجها، حيث تبدأ المآسي. ويحدّد الموقع الإلكتروني “كتاب الحياة” المشكلات التي تواجه المرأة الجميلة، دون غيرها من النساء.

ففي معظم المجتمعات الغربية يسود اعتقاد بأنّ النساء الجميلات فارغات العقول، وأنّ الشقراوات بنوع خاص غبيّات بشكل مطلق، وهو مفهوم شائع في الولايات المتحدة تحديداً ، والدول الناطقة بالإنكليزية على وجه الخصوص. ويرى البعض أن هذه الفرضية لها أسباب مقنعة، ومنها أن الشقراء الجميلة اعتادت منذ مراهقتها أن تُدعى لحضور حفلات الرقص بإلحاح، حيث يحوم الرجال من حولها كالدبابير طلباً للتقرّب منها، لمجرّد أنها توزّع ابتساماتها ونظراتها الغامضة هنا وهناك. وليس مطلوباً منها أن تقول شيئاً له قيمة، بل المهمّ أن تختار أسئلة تحبّ هي أن تجيب عنها، وذلك عبر اللجوء إلى استراتيجية الدفاع عن النفس.

أما الذين يفتقرون إلى الوسامة من الرجال، وهم الغالبية الساحقة بين الذكور، فيتردّدون في الاقتراب من المرأة الخارقة الجمال، ويرون فيها “قلعة حصينة” يصعب اقتحامها، فيفضّلون التقرّب من نساء أقلّ جمالاً، ومثل هؤلاء الرجال أذكياء بالفطرة، لأنهم لا يريدون أن يشعروا بالصغر أمام أنثى خارقة الجمال، فيمكثون في أماكنهم ولا يقتربون منها.

أما إذا تزوّج الرجل امرأة فائقة الجمال، فهو يعرّض نفسه لمتاعب لا حصر لها، ولا بد أن تشتعل الغيرة في قلبه، مهما كان واثقاً بنفسه، فيجد أن من حقّه أن يحتفظ لنفسه بحق “اعتقال” زوجته في البيت، أو في قفص، إذا استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وتتميّز المرأة الجميلة بأنها لن تعيش حياتها وحيدة ، فهناك دائماً ملاك حارس يرعاها، وحين يغيب يحلّ محله رجلٌ آخر، وفي بعض الأحيان تسعى النساء لخدمتها أيضاً ومرافقتها إلى هذا المكان أو ذاك، عسى أن تنال إحداهن نظرة إعجاب من رجل فتتغيّر حياتها. أما المرأة الجميلة والساحرة فهي “محرومة” من فرص التحدّي والمثابرة، وهو الثمن الذي تدفعه بسبب جمالها الذي يوحي للآخرين بأنها لا تتمتع بعقل ناضج، أو معرفة وثقافة واسعة، حيث يسود الاعتقاد بأنها منشغلة دائماً بالعناية بتسريحة شعرها، ومكياجها، ورموشها، وكل مستحضرات التجميل التي يفترض أنها ليست في حاجة إليها. وقد تكون هذه الأفكار غير حقيقية، فكم من النساء الجميلات نحجن في كثير من المجالات ، وليس هناك ما يؤكد أن النساء الجميلات أقلّ ذكاءً، أو قدرات علمية وثقافية.

ولكن ، لكل شيء ثمنه أيضاً، فما إن تبدأ التجاعيد تزحف على الوجوه الجميلة، حتى يكون الألم أكثر قسوة وبشكل لا يوصف، فالتقدّم في العمر عدوّ النساء الجميلات، والصبا لا يدوم، بل يرحل في مرحلة ما، ويترك صاحبته وقد أصيبت بالإفلاس، ما لم تكن تملك شيئاً آخر إلى جانب أنوثتها الطاغية. وإلاّ فإن كل الرجال الذين كانوا يحومون حولها ويتقرّبون منها، سوف يختفون من حياتها. وهذه سنّة الحياة، ولكن ما يخفّف من هموم المرأة الجميلة، أو تلك التي تتمتع بنسبة متواضعة من الجمال، أن “المصيبة إذا عمّت هانت”.. كما يقول المثل العربي القديم.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.