العظيم والمرأة

• يقول المثل المعروف أن وراء كل عظيم امرأة … بشرط ألا تكون زوجته! ولا أدري حقاً إذا كان هذا المثل الشائع صحيحاً أم لا. خصوصاً وأن ورائي امرأة منذ أكثر من عشر سنوات ومع ذلك لم أصبح رجلاً عظيماً حتى الآن … فإما أن يكون هذا المثل غير صحيح أو أن امرأتي ليست من النوع الذي يقف وراء العظماء … أو أنني أنا لست من صنف العظماء الذين تقف وراء كل واحد منهم امرأة …!

المهم أنني غير مقتنع بهذا المثل المعروف وأقول أنهه من الأصح أن “أمام” كل رجل عظيم امرأة … وليس وراءه … فالرجل يتطلع إلى الأمام إذا كان طموحاً ولذلك ينبغي أن تكون المرأة أمامه وليس من خلفه لأن وجودها من الخلف يشده إلى الوراء كما يحصل بالنسبة إلى الكثيرين، وأنا منهم ، وغريزة المرأة في بلادنا تدفعها دائماً إلى إحباط كل محاولات الرجل الذي يسعى إلى تحقيق طموحاته وأحلامه باعتبار أن نجاح الزوج قد يدفعه إلى التفكير بالزواج من امرأة ثانية، ولهذا تعتقد الكثيرات من النساء أن أفضل ضمان لبقاء الزوج مخلصاً هو أن يبقى فقيراً أو معدماً لا يجرؤ على “الزوغان” من بيت زوجته لضيق ذات اليد وقلة الحيلة … !

ولو افترضنا أنه بالفعل وراء كل عظيم امرأة فمن المؤكد كذلك أن وراء كل رجل فاشل امرأة! وهذه “النظرية” يمكن إثباتها بسهولة ، وأعتقد أنني شخصياً “نموذج” يصلح لهذا الإثبات … حيث أن طموحي منذ أن كنتُ صغيراً هو أن اصبح رجلاً عظيماً ، في أي شيء ، ولكنني حتى الآن وبعد أن تجاوزت الثلاثين بسنوات قليلة لم أفلح في الوصول إلى أي شيء من العظمة، وأستطيع أن ألوم زوجتي في ذلك، دون أي خوف ، لأنها ، خارج البلاد حالياً ، وأحملها المسؤولية الكاملة عن فشلي في الوصول إلى مرتبة العظماء …. وبصراحة لم يعد يهمني الآن سوى أن أصبح رجلاً عظيماً سواء كانت ورائي امرأة أو … آنسة.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.