هل يعيش خميس بيننا ؟

بقلم | ماغي أيوب 

يُحكى أن طالباً ، في الصف الابتدائي ، كان اسمه “خميس”. وكان خميس طالباً كسولاً وبليداً جداً. وكانت معلمة ُ خميس وتُدعى الست إلهام لا تـُظهر لخميس المحبة َ كثيراً ، لأنهُ لمْ يكنْ متجاوباً معها في الدراسة أو في النشاطات التي أعدتها له ، ولبقية زملائه.

ذاتَ يومْ ، جاءت والدة ُخميس إلى المدرسة تسأل عن مستوى ابنها التعليمي ، فقالتْ لها المعلمة بصراحةٍ : يا أمَ خميس ، أنا لم أر في حياتي تلميذاً في كسلِ وغباء ابنك خميس.

انقهرت أمُ خميس من هذا الكلام لدرجةِ أنها قررتْ أن تترُكَ المدينة مع أسرتها لينتقلوا للعيشِ في منطقةٍ أخرى.

مرتَ الأيامُ والسنين ، وبعد خمسِ وعشرين سنة مرضت الست إلهام مرضاً شديداً ، وكانتْ بحاجةٍ إلى عمليةٍ جراحية في القلب. وشاء القدر أنْ يُجري لها العملية جراحٌ من أمهر الأطباء ، وتكللت العملية بنجاح ٍ باهر.

بعدما استفاقت الست إلهام من تأثير ِ المخدر ، دخل الجراحُ غرفتِها ذات يوم كي يطمئنَ عليها.

فتحتْ الستُ إلهام عينيها لترى أمامها ذلك الجراح الذي أنقذ حياتها ، فأرادت أن تشكره بحركة ٍمن يديها ، وظلتْ تحاول ، وتحاول ، وتحاول أن تحكي وتؤشر بيدها اليمنى تارة ً واليسرى تارة ً أخرى.

لكنَ الجراحَ لم يفهم ما أرادت الست إلهام أن تقولْ ، وسرعانَ ما تحوّل لونُ وجهُها إلى من الأحمر إلى البنفسجي ثم الأزرق ، إلى أن شهقت شقتةً كانت نفسِها الأخير ، ومال رأسُها على الوسادةِ … للمرةِ الأخيرة.

إلتفتَ الجراحُ خلفهُ مسرعاً ليناديَ فريقَ المسعفين ، لكنهُ اصطدمَ بعامل النظافة … المدعوُ خميس ، والذي كان قد نزع فيش جهاز الأوكسجين ، ليضع في مكانه فيش المكنسة الكهربائية لتنظيف الغرفة …

تُرى ، هل كنتم تظنون أن الجراح الذكي هو نفسهُ خميس؟ هه ! لا وألف لا ، فالغبي يبقى غبياً لا يتغير … لكن ، يُقال أن خميس وبعد طرده من المستشفى ، استطاع وبقدرة قادرٍ أن يصِلَ إلى … كرسي الوزارة. ممم !

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.