الغراب والطاووس !

■ يُحكى أن غراباً كان يعيش في غابة قريبة من حديقة حيوانات عامة. كان الغراب راضياً بحاله كل الرضا. ذات يوم رأى الغراب إوزة تعوم على سطح الماء. قال الغراب في نفسه: “كم هي ناصعة البياض هذه الإوزة ، أما أنا فلوني أسود جداً ، لابد أن هذه الإوزة هي أسعد طائر في العالم.”
 
اقترب الغراب من الإوزة وأخبرها بما كان يجول في خاطره. فما كان من الإوزة إلا أن أجابته بأنها كانت تشعر بأنها أسعد طائر في العالم إلى أن رأيت ببغاءً بلونين. وأخبرت الغراب أنها تعتقد أن ذلك الببغاء لابد أن يكون هو أسعد طائر في العالم. 
 

اقترب الغراب من الببغاء وأخبره بما كان يجول في خاطره. فقال له الببغاء إنه كان يعيش حياة سعيدة جداً إلى أن رأى الطاووس. عندها نظر الببغاء إلى نفسه متحسراً وقال: “أنا لا أملك سوى لونين ، أما الطاووس فله ألوان كثيرة. لابد أنه أسعد طائر في العالم.” 

 
اقترب الغراب من الطاووس الذي كان يجول وراء قفص في حديقة الحيوانات ، وشاهد الغراب كيف تجمّع مئات البشر لمشاهدة الطاووس والتفرّج عليه. بعد رحيلهم اقترب الغراب من الطاووس وقال له: “أيها الطاووس إن لك جمالاً كبيراً. وكل يوم يأتي المئات من الناس لرؤيتك. أما عندما يراني الناس فإنهم يبعدوني عن طريقهم يتشائمون مني. فلابد أنك أيها الطاوس أسعد طائر في العالم.”
 
نظر إليه الطاووس وأجابه: “لطالما كنت أعتقد أنني أجمل وأسعد طائر على الأرض، لكن بسبب جمالي هذا ، أصبحت حبيساً في حديقة الحيوانات هذه. لقد راقبت ملياً كل حيوانات هذه الحديقة ، وأدركت أنك أيها الغراب هو الطائر الوحيد الذي لا يوجد داخل قفص ، لذلك كنت أفكر لأيام عدّة أني لو كنتُ غراباً مثلك ، لكنتُ قادراً على التجوّل في أي مكان أريد.” 
 
راح الغراب يفكر ويفكر إلى أن توصل إلى أن مقارنة نفسه بالآخرين بغير ضرورة كان سبب تعاسته ولأنه لم يٌـقّدّر ما لديه في المقام الأول. عندها عقد الغراب العزم على أن يكون سعيداً وقنوعاً بما يملك بدلاً من أن ينظر إلى ما لا يملكه ويتحسر عليه. 
 
إعداد وترجمة: حسام مدقه.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.