تذكر من تكون

• يُحكى أن وزيراً سابقاً للدفاع كان يلقي خطاباً في قاعة تضم آلاف الأشخاص. بينما كان يقف وراء المنبر كان يحمل في يده الأخرى كوب قهوة بلاستيكي يرتشف منه رشفة قهوة بين الفنية والأخرى. فجأة توقف عن إلقاء الخطاب ، وتأمل الكوب للحظات ثم وجّه ناظريه إلى أسفل وابتسم … طرح الوزير السابق أوراق خطابه وارتجل كلمة قال فيها:

العام الماضي كنت وزيراً للدفاع ، وقد ألقيت خطاباً في هذا المكان نفسه وفي المناسبة نفسها. لكن العام الماضي وبينما كنت وزيراً للدفاع ، حُجزت لي تذكرة سفرة بالطائرة في درجة رجال الأعمال ، وتم تنسيق نقلي بالسيارة من المطار إلى الفندق ، وكان هناك من ينتظرني لإنهاء معاملات الفندق ومرافقتي إلى غرفتي. في صباح اليوم التالي كان هناك من ينتظرني في ردهة الفندق ليصطحبني إلى هذه القاعة ، وقادني إلى غرفة لتحضير خطابي ، ثم ناولني القهوة في فنجان خزفي مزركش.

وعندما لم أعد وزيراً للدفاع ، حجزتُ تذكرة سفر بالطائرة في الدرجة الاقتصادية ، واستقللت بنفسي سيارة أجرة من الفندق إلى المطار ، وأنهيت معاملات الفندق بنفسي. وهذا الصباح استقللت سيارة أجرة إلى القاعة نفسها ، ودخلت من الباب نفسه وذهبت إلى غرفة التحضير نفسها ، وعندما سألت إن كانت هناك قهوة ، أشار أحدهم إلى ماكينة تحضير القهوة الموجودة في أحد أركان الغرفة ، فسكبت لنفسي القهوة في كوب بلاستيكي.

العبرة هنا ، أكمل وزير الدفاع الأسبق يقول: إن فنجان القهوة الخزفي المزركش لم يكن لي أنا بل كان للمنصب الذي حملته ، أما أنا فأستحق الكوب البلاستيكي. جميعنا نستحق الكوب البلاستيكي.

كلّما صرت أكثر نجاحاً ، وأبليت بلاءً حسناً في الحياة ، سوف تُعطى لك امتيازات عدة. سوف يناديك الآخرون بألقاب الفخامة ، وسيحملون أمتعتك وحقائبك ، ويفتحون لك الأبواب ، ويُحضرون لك فنجان القهوة دون أن تطلبه، لكن ذلك كله ليس من أجلك أنت ، بل من أجل المنصب الذي تحمله ، وعندما تمضي في حياتك وتغادر منصبك ، سيمنحون كل تلك الأمتيازات للشخص الذي سيأخذ مكانك. فلا تنس أبداً أنك لا تستحق إلا الكوب البلاستيكي.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.