أنا والكلاب !

• لا أدري لماذا يعشق الأجانب تربية الكلاب والقطط في بيوتهم ويعتبرون الكلب أحياناً واحداً من أفراد العائلة وربما أكثر! وسبب دهشتي أنني لا أطيق معاشرة الحيوانات والاهتمام بها ورعايتها كما يفعل الأجانب. وبعض العرب الهواة، لأنني أعتقد أن معاشرة الإنسان والاهتمام به ورعايته أهم بكثير من الانصراف إلى الحيوانات الأليفة … فالأقربون أولى بالمعروف! وأعتقد أن العرب وسائر شعوب العالم الثالث يشاركونني هذا الرأي بدليل أن “موضة” تربية الحيوانات الأليفة غير منتشرة عندنا حتى الآن كما هو الحال في بلاد الغرب.

وأذكر من خلال عملي في الصحافة أن حضر مهندس فرنسي إلى الجريدة يطلب نشر إعلان يقول فيه إن ابنه الصغير فقد الكلب المدلل الذي يملكه في أحد الشوارع وأنه، أي المهندس الأب، على استعداد لدفع مبلغ من المال (يوازي 5 آلاف درهم) لمن يجد الكلب المفقود وذكر في الإعلان هاتفه وعنوان البيت.

وفي اليوم التالي دخل المهندس إلى مبنى الجريدة وهو في حالة يرثى لها وطلب بإلحاح شديد وقف نشر الإعلان المذكور، ولما سألناه عن السبب قال: الحقيقة أنه منذ أن  نشر هذا الإعلان وجرس الهاتف في منزلي لا يهدأ طوال نهار وليل أمس، وأن معظم الناس اتصلوا بنا كانوا يوجهون لنا الشتائم وعبارات السخرية … وأن حوالي 50 مكالمة من المكالمات التي تلقيناها لم نسمع خلالها غير اصوات مختلفة تقلد نباح الكلب “هو … هو” ثم ينقطع الخط!

بالإضافة إلى عدم اقتناعي بمعاشرة الكلاب والقطط فإنني حاقد بصورة خاصة على الكلاب. حيث مازال في مكان ما في جسدي أثر “عضة” قديمة من كلب شرس اعترض طريقي في الليل وكنت طفلاً فأطلقت ساقي للريح هرباً منه إلا أنه أدركني بسرعة وترك لي هذه “الذكرى” غير السعيدة! كما أن ابني الوحيد نال نصيبه من أنياب الكلاب الضالة في أحد شوارع القاهرة. حيث تصادف أن كان ابني يلعب مع أحد الكلاب الذي كان يتلذذ بعظمة يأكلها فاختار الكلب أن يجرب طعم ابني الصغير الذي يحمل الآن ، مثلي ، تذكاراً واضحاً في مكان ما من جسده الصغير!

وقد تكون كراهيتي لتربية الكلاب ورعايتها داخل البيت لسبب وجيه ، حيث أنني لا أملك الوقت الكافي لمثل هذا العمل. ولا أعتقد أن هناك رجلاً يستطيع أن يستمتع بمداعبة الحيوانات الأليفة داخل بيته قبل أن ينتهي من “ترويض” زوجته أولاً … وأنا مع الأسف مازلت متفرغاً لهذه المهمة في الوقت الحاضر.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.