في مملكة الزواج

• في السنوات الأولى من الزواج يبدأ الرجل في اكتساب بعض العادات والتصرفات الجديدة من خلال تعامله المباشر مع زوجته، فإذا به بعد فترة من الزمن يقوم بتصرفات مشابهة لما تقوم به الزوجة بحجة المساعدة في تنظيف البيت وغسل الأطباق وتلميع البلاط وغير ذلك من أعمال التدبير المنزلي التي يتقنها الرجل في المرحلة الأولى من حياته الزوجية.

ومع مرور الوقت نلاحظ أن الزوج يبدأ في استخدام نفس العبارات التي تستخدمها زوجته في الحديث عن الاخرين، ويبدأ الرجل في التحدث عن طريقة فلانة في الجلوس، أو ينتقد أسلوب فلان في تناول الطعام، أو قلة تربية أولاد العائلات التي تزورهم في البيت ، إلى آخر هذ الطراز من الأحاديث ذات الطابع النسائي والتي تنتقل بالعدوى من الزوجة إلى لسان زوجها تدريجياً ليصبح الرجل وزوجته ، بعد مرور الزمن يتكلمان بلهجة واحدة هي لهجة الزوجة طبعاً!

والأغرب من ذلك كله أن الرجل الذي يمضي “عقوبة” ربع قرن من الزواج بامرأة واحدة يصبح شبيهاً لزوجته في طريقة المشي وارتداء الملابس، وغالباً ما يصبح الرجل وزوجته بعد ذلك متشابهين في الشكل أيضاً وكأنهما “توأمان” خرجا من بطن واحدة!

ولا شك في أن التفسير الوحيد لهذه الظواهر الغريبة التي تصيب الرجل المتزوج هو أن المرأة هي الطرف الأقوى تأثيراً من الرجل، فهي التي تجعل من زوجها “نسخة طبق الأصل” عنها في كل شيء تقريب اً، وهذا دليل جديد على أن الزواج هو مملكة المرأة وأن الرجل ليس في الحقيقة سوى طفل كبير تتولى الزوجة مهمة تربيته وتدريبه على طريقتها الخاصة في الحياة.

والذين يعتقدون عكس ذلك ليس لديهم أي دليل يثبت أن الرجل يستطيع أن يغير شيئاً من طباع زوجته مهما طال الوقت ، فأنا شخصياً لا أحب أكلة “البامية” على الإطلاق، ولكن زوجتي تعشق هذه الأكلة وتتناولها باستمرار … في حين أنها ترفض أن تطبخ “الفاصوليا” التي أعتبرها أكلتي المفضلة التي لم أعد أتذوقها منذ أن تزوجت إلا في … المطاعم!

وهناك قصة معروفة عن ذلك الرجل الذي تزوج من امرأة انجليزية وأراد أن يجعلها تتحدث اللغة العربية فوضعها مع والدته في حجرة واحدة لمدة عشرة أيام وأقفل عليهما الباب لكي تقوم والدته بتدريب زوجته على اللغة العربية … وبعد مضي الأيام العشرة فتح الرجل باب الغرفة وسأل والدته عما إذا كانت قد نجحت في تعليم زوجته التحدث بالعربية ، فأجابته والدته على الفور “أوف كورس”!

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.