ذكاء الحريم !

بقلم | عبد الكريم بيروتي 

عندما كنت أقول أن المرأة أكثر ذكاءاً من الرجل، لم يصدقني أحد من الرجال والنساء على حد سواء، ولكن الاكتشافات العلمية الأخيرة أكدت “نظريتي” الخاصة بالنسبة للذكاء “الحريمي”.

فقد نقلت وكالات الأنباء أخباراً تقول إن البروفيسور البريطاني جون لوربي أخصائي الأمراض العصبية استطاع أن يؤكد من خلال تجاربه وأبحاثه العلمية أن حجم العقل البشري لا علاقة له بمستوى الذكاء، أي أن صاحب “المخ الصغير” قد يكون في منتهى الذكاء ، في حين أن صاحب “المخ الكبير” ليس من الضروري أن يكون عبقرياً ، وأكد العالم البريطاني أن العديد من أبرز شخصيات التاريخ كانت عقولهم صغيرة … من حيث الحجم طبعا!

وأعترف شخصياً أن هذا الكلام قد أسعدني كثيراً لأنه يؤكد فكرتي القديمة بأن المرأة أكثر ذكاء من الرجل بالرغم من القول الشائع عن قلة عقلها … فإذا بالعلم يؤكد أخيراً أن صاحب العقل الصغير هو الأكر ذكاءً! وكانت الاكتشافات العلمية قد أثبتت أيضاً أن المرأة أطول عمراً من الرجل، كما استطعت شخصياً أن أثبت في مقال سابق أن المرأة أقدر من الرجل على ممارسة السلطة والحكم وقيادة الدول والجيوش في الحروب وتحقيق الانتصارات العسكرية مثلما فعلت كليوباترا وشجرة الدر والملكة فكتوريا و … أنديرا غاندي.

وإذا أضفنا إلى هذا كله أن المرأة أكثر جمالاً من الرجل وتستطيع أن تستخدم جمالها ودلالها للوصول إلى ما تريد ، فماذا يبقى للرجل المسكين تجاه هذا التفوق النسائي في الذكاء والدهاء وطول العمر والحسن والجمال؟! وهل هناك من يجرؤ بعد اليوم على اتهام المرأة بأنها الجنس الضعيف وأنها تناضل لتحقيق هذا المطلب العسير! أما خرافة العقول الكبيرة فقد سقطت علمياً ، بحيث لن يتمكن أي رجل بعد اليوم من التفاخر بأن عقله يزن رطلاً، فهذا دليل على أنه في منتهى الغباء من الناحية العلمية! كما أن المرأة لن تشعر بالخجل أو الإهانة عندما يقول لها زوجها أنا صاحبة عقل صغير ، لأن ذلك دليل على شدة ذكائها وعبقريتها.

لذلك لابد أن نعيد النظر في العبارات القديمة التي تعودنا أن نرددها قبل أن يكتشف العلم الحديث أن الأذكياء في هذا العالم هم أصحاب العقول الصغيرة فقط … وأن حجم الدماغ ووزنه يحدد مستوى الغباء أو الذكاء. ولقد عرفت أخيراً لماذا كانت زوجتي تقول عني أنني صاحب عقل “غليظ” … وأحمد الله أنها لم تتهمني في يوم من الأيام بأنني صاحب عقل كبير، لن البروفيسور البريطاني أثبت أن العقل الكبير يعني أن صاحبه شديد الغباء… ولكن لحسن حظي أنني من أصحاب العقول “الغليظة” وهذا النوع من العقول لم يتوصل العلماء حتى اليوم إلى تحديد شخصية صاحبه.

 

الغلاف بريشة الفنان عز الدين عثمان

المقالة من كتاب كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.