الضفدع المغلي

• تقول القصة وهي قصة مجازية غير دقيقة من الناحية العلمية ، أن فريقاً من العلماء قام بتجربة فريدة من نوعها لاختبار ردة فعل الضفدع تجاه الماء الساخن. حيث أراد العلماء أن يعرفوا ما إذا كان الضفدع سيقفز من الوعاء الممتليء بماء يغلي ، أم سيبقى في الماء بينما يتم تسخين الماء تدريجياً لدرجة الغليان ، وعندها هل سيقفز من الوعاء؟

استحضر العلماء ضفدعاً ثم وضعوه في وعاء به ماء يغلي ، فما كان من الضفدع إلا أن قفز خارج الوعاء على الفور. تابع العلماء تجربتهم ووضعوا الضفدع في وعاء به ماء عادي ، ثم وضع الوعاء على الموقد وبدأ تسخينه على النار تدريجياً. لاحظ العلماء أن الضفدع بقي في مكانه ، ولم يستشعر الخطر المحدق به ، كما لم يقفز من الوعاء حتى بعد وصول المياه إلى درجة الغليان ، فكانت النتيجة نفوق الضفدع وهلاكه في التجربة.

خلص العلماء في هذه التجربة إلى أن الضفدع استنفد كامل طاقته في معادلة درجة حرارة جسمه للتأقلم مع سخونة الماء المتغيّرة تدريجياً من حوله ، وذلك بالرغم من صعوبة بيئته واشتداد درجة عدم ارتياحه فيها ، إلى أن وصل إلى حد أن قواه خارت ولم يعد قادراً على التأقلم مع محيطه أو حتى القفز خارج الوعاء ، ما تسبب في هلاكه بالنهاية. كما استنتج العلماء أن السبب الحقيقي لنفوق الضفدع لم يكن الماء المغلي ، إنما إصراره على التأقلم المستمر مع محيطه السلبي ، ما أفقده بالنتيجة القدرة على استشعار الخطر التدريجي الذي كان محدقاً به منذ البداية وأودى بحياته في النهاية.

إن جوهر هذه النظرية أو القصة المجازية يكمن في أنه على الإنسان ، قياساً بحال الضفدع المغلي ، أن يدرك ويحذر التغييرات السلبية التدريجية التي تحصل له وتحدث من حوله حتى لا يعاني من الخسائر المفجعة بعد فوات الأوان. كما تذكّر بضرورة إنهاء أي تجربة حياتية على أرض الواقع تستنفد طاقاتنا الجسدية أو النفسية أو العقلية أو العصبية إلى حد يقودنا نحو الهلاك ، وضرورة معرفة الوقت المناسب لكسر ذاك القيد ، ومغادرة تلك التجربة قبل أن تخور قوانا ونهلك كما هلك الضفدع المغلي.

المصدر هنا

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.