زوجتي تزحلقت في كندا

• قصة حقيقية حصلت مع زوجتي في أحد متاجر الأغذية في #كندا

ذهبت زوجتي إلى أحد متاجر الأغذية المعروفة في مدينتنا (لن نذكر الاسم) لشراء حاجيات المنزل من طعام وشراب وما شابه. وأثناء تجولها في قسم الأغذية المجمدة ، داست بقدمها على حبة فاصوليا خضراء كانت مهملة على الأرض ، أدت إلى تزحلق زوجتي وسقوطها. نهضت زوجتي عن الأرض فوراً دون أن يلحق بها أي أذى (الحمد لله) ثم نفضت ثيابها وكأن شيئاً لم يكن. لم تمر لحظات حتى اجتمع حولها عدد من المتسوقين ليطمئنوا عليها كانوا في المكان نفسه. أخبرتهم أنها بخير ولم تصب بسوء. فجأة تقدم من زوجتي رجل وعرفها بنفسه ، مدير قسم الزبائن أو ما شابه ذلك ، وسألها عما حدث فأجابته. سألها إن كان هناك أي ألم في أي جزء من جسمها ، نفت ذلك وأخبرته أنها بخير. ثم أكد عدد من المتسوقين أن حبة الفاصوليا الخضراء المهملة على الأرض كانت سبباً في تزحلق زوجتي ، وأن هكذا إهمال كان يمكن تلافيه في الأصل إذا قام عامل التنظيف بعمله على أكمل وجه ، وهو ما وافقهم عليه المدير ، والذي تابع يسأل زوجتي ليتأكد إذا كانت بحاجة إلى أي رعاية طبية ، أو إذا كان هناك أي ألم تحس به؟ لكنها كررت له مجدداً أنها بخير و “It’s Okay”. أصر المدير على أن يرفع تقريراً بالواقعة حسب سياسة المتجر وطلب اسم زوجتي وعنوان البيت ورقم الهاتف منها لضمه إلى التقرير ، فأعطته المعلومات ، واطمأن منها للمرة الأخيرة على أنها بخير ، واعتذر على ما حدث بسبب حبة الفاصوليا الخضراء المهملة. ثم مضت زوجتي وأكملت تسوقها بشكل طبيعي.

مر أسبوعان تقريباً على الحادثة حتى وصلنا بالبريد اليوم رسالة رسمية من الشركة المالكة لسلسلة محلات الأغذية تطمئن فيها على حال زوجتي ، وتقدم فيها اعتذاراً رسمياً لها بسبب ما حدث. ليس هذا فحسب بل كان مرفقاً بالرسالة كارت بلاستيكي بقيمة 50 دولاراً مسبق التفعيل كاعتذار على التجربة السيئة التي مرت بها زوجتي خلال شراء احتياجات منزلنا. فرحت زوجتي طبعاً وقالت لي ممازحة “يلا هات العيال وامشي نروح نتزحلق وناخدلنا هدر كويس”.

قد يقول البعض أن سلسلة محلات الأغذية بادرت بمبادرة لحسن النية خشيةً من رفع قضية ضدها (وهذا ما يفعله للأسف غير الشرفاء في نظري بنية النصب على التأمين وتعمّد الكذب لكسب مال حرام) … لكن زوجتي أكدت أكثر من مرة أنها بخير وسقوطها على الأرض لم يؤثر عليها أبداً. فلماذا إذاً أرسلت الشركة رسالة اعتذار مرفقة ببطاقة شراء؟ الجواب واضح جداً أحبتي ، وهو أنه رغم نفوذ المؤسسات الكبيرة إلا أنها تبقى خاضعة لسياسات ترسمها الدولة ، كما أنها تتقيد بأعراف عامة أيضاً ، والأهم أنها تدار من قبل بشر يقدرون معنى إنسانية الإنسان بغض النظر عن دينه أو عرقه أو جنسه. كان في إمكان هذه الشركة أن “تطنش علموضوع” لاسيما بعد تسجيل أقوال زوجتي في محضر رسمي بأنها بخير ولم تصب بمكروه ، لكن تبقى القيم والمبادئ هي أساس التعامل مع المواطنين الكنديين على حد سواء.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.