رسالة من معدمة لأمها

■ أعدمت السلطات في إيران يوم السبت الماضي سيدة إتهمت بقتل رجل إدعت محاولته اغتصابها. وكانت السلطات قد اعتقلت ريحانه جابري عام 2007 بتهمة قتل مرتزا عبد العلي ساربندي البالغ من العمر آنذاك 47 عاماً وهو موظف سابق لدى وزارة الاستخبارات الإيرانية تعرفت عليه ريحانه عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها. ووفقاً لما نشرته جريدة نيويورك تايمز ، قامت ريحانه بطعنه بسكين في ظهره أثناء ما كان يؤدي الصلاة، وقالت ريحانه إن طعنه جاء بعد أن خدّرها وحاول اغتصابها. 
 
من جهة أخرى قالت منظمة العفو الدولية إن ريحانه جابري اعترفت بتسديد طعنة واحدة فقط وأنها ليست من أجهزت عليه وقتلته. وتصف المنظمة التحقيق الذي خضعت له ريحانه بأنه معيوب بدرجة كبيرة ، وأنها اعترفت بارتكاب الجريمة بعد تعذيبها فقط. هذا وقال جلال ساربندي الإبن الأكبر للقتيل إنه على استعداد لكي يمنح ريحانه العفو في حال قامت بكشف هوية ذلك الشخص. يشار إلى أن التماساً يحمل توقيع نحو مئتي ألف شخص تم تقديمه إلى السلطات لوقف تنفيذ حكم الإعدام. 
 
ويقوم في الوقت الحالي ناشطون إيرانيون بتوزيع نص رسالة صوتية يُقال إن ريحانه تركتها لوالدتها. ووفقاً لتلك الرسالة تقول ريحانه إنها كانت سـُتقتل إن لم تقم بطعن ساربندي. وفيما يلي بعض ما جاء في تلك الرسالة الصوتية مترجماً: 
 
 
ريحانه وهي في عمر الزهور
تقول ريحانه: “كانت جثتي لترمى في ركن مجهول من أركان المدينة. وبعد بضعة أيام كانت لتطلب الشرطة حضورك إلى المشرحة للتعرف على جثتي ، ولتكتشفي عندئذ أيضاً أنني كنتُ ضحية لعملية اغتصاب … وما كان ليعرف أحد أبداً هوية القاتل لأننا لا نمتلك ثروته أو نفوذه.”
 
وتكمل ريحانه رسالتها وتقول: “لقد علمتنا عندما نذهب إلى المدرسة أن نتحلى بالإدب إذا واجهنا مشاجرة أو شكاوى. هل تتذكرين كم مرة شددت على طريقتنا في التصرّف مع الآخرين؟ لكن تجربتك كانت خاطئة. فعندما حصلت لي تلك الحادثة ، لم يسعفني ما تعملته. لقد ظهرت خلال المحاكمة كأنني مجرمة بدم بارد وعديمة الرحمة. لم أزرف دمعة واحدة ، ولم أتوسل أحداً ، ولم أبكِ بجنون لأنني وثقت في القانون. 
 
لكني اتُهمت بأنني عديمة الاكتراث في وجه الجريمة التي وقعت. تعرفين أنني لم أقتل بعوضة واحدة ، وكنت أخرج الصرصار من المنزل بمسكه من قرنيه دون أن أقتله. أما الآن فيصفونني بأنني قاتلة مع سبق الإصرار. وأن معاملتي للحشرات ترجمت على أنها ميول نحو التصرف كالصبية ، حتى القاضي لم يكلّف نفسه أن ينظر إلى حقيقة أن أظافر أصابعي وقت الحادثة كانت طويلة ومطلية بطلاء الأظافر.”
 
وتواصل ريحانه رسالتها وتقول: “أمي الحبيبة عزيزتي شوله ، أنت من تكون أعز من حياتي ، لا أريد أن يتحلل جسدي تحت التراب. لا أريد أن تتحول عيني أو قلبي الشاب إلى تراب. توسلي إليهم أن يتم بعد إعدامي مباشرة نقل قلبي وكليتي وعيني وعظامي أو أي عضو آخر يمكن نقله من جسمي إلى شخص بحاجة إليه كهدية. لا أريد لذلك الشخص أن يعرف اسمي ، أو أن يشتري لي باقة زهور ، أو أن يدفع مالاً لقاء العضو الذي نقل إليه. أقول لك من عميق قلبي أني لا أريد أن يكون لي قبر تقصدينه لتحزني عليّ قربه وتتألمين. لا أريدك أن ترتدي ثياباً سوداء حداداً عليّ. بل حاولي بقدر الإمكان أن تنسي الأيام الصعبة التي مررتُ بها ، واعطني إلى الريح لكي تأخذني بعيداً.” 
 
وختمت ريحانه رسالتها تقول : شوله العزيزة رقيقة القلب ، في العالم الآخر أنا وأنت سنكون من يوجه إصبع الاتهام وسيكون الآخرين هم المتهمون. فلننتظر مشيئة الله. كم أردت أن أعانقك قبل أن أموت. أحبك.”
 
إعداد وترجمة : حسام مدقه

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.