انتبه ممن تخاطب !

• يُحكى أنه كان في أحد السجون قديماً سجناء يعانون من قسوة حراسه وسوء المعاملة. من بين هؤلاء السجناء كان هناك سجين يُدعى “شميدت” وقد حُكم عليه بالحبس لفترة طويلة ، لكنه مع ذلك كان ينال إمتيازات جيدة ومعاملة شبه محترمة من قِبل حراس السجن ، مما جعل بقية السجناء يعتقدون أنه عميل مزروع في وسطهم. لكن “شميدت” كان يُقسِم لهم بأنه سجين مثلهم ، وليس له علاقة بسلطات السجن أو الأجهزة الأمنية. غير أن أحداً من زملائه لم يصدقه حتى قالوا له أخبرنا لماذا يعاملك حراس السجن بأسلوب مختلف عنا؟

قال شميدت أخبروني أولاً بما تكتبونه في رسائلكم الأسبوعية لأقاربكم؟

أجمع زملاء شميدت في أجوبتهم على أنهم يذكرون قسوة الحياة في السجن والظلم الذي يطالهم على أيدي حراسه الملاعين. رد عليهم شميدت بعد أن ارتسمت ابتسامة بسيطة على وجهه يقول أمّا أنا ففي كل إسبوع أخط فيه رسالة لزوجتي أذكر في سطورها الأخيرة محاسن السجن والحراس ومعاملتهم الجيدة هنا ، وأحياناً أذكر الأسماء الشخصية لبعض الحراس في رسائلي وأمتدحهم أيضاً.

رد عليه أحد السجناء يسأل وما دخل هذا كلّه في الامتيازات التي تحصل عليها ، وأنت تعلم أن معاملتهم لنا قاسية جداً ؟ قال شميدت لأن جميع رسائلنا لا تخرج من السجن إلا بعد قراءتها من قِبل الحراس ، فهم يطّلعون على كل صغيرة وكبيرة في السجن. ليس عليكم إلا أن تغيّروا فقط من طريقة كتابة رسائلكم.

في الأسبوع التالي تفاجأ السجناء بأن جميع حراس السجن قد تغيّرت معاملتهم إلى الأسوء ، حتى شميدت ، كانت معاملة الحراس له من أقسى المعاملات.

بعد أيام سأل شميدت السجناء يقول ماذا كتبتم في رسائلكم الإسبوعية ؟ فقالوا جميعاً كتبنا أن شميدت علّمنا طريقةً جديدة نخدع بها الحراس الملاعين ونكسب ثقتهم ورضاهم. عندها لطم شميدت خديه حسرةً نادماً على نصيحة أسداها عن طيب نية.

نستخلص من هذه الرواية أن مساعدة الآخرين يُعد شيئاً جميلاً ، لكن الأجمل أن نعرف أولاً ماهية من نخاطب ، فليس كل مستمع حافظ للسر ، فبعض الذين حولنا قد يسيء التصرف وفقاً للموقف ، وما قد يتناسب معك قد لا يتناسب مع غيرك.

إعداد ماغي أيوب

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.