حوار عن الحب

بقلم: إحسان الصالحي

سألته: أتحبني أم تحترمني؟ قالها لها: الحب دون إحترام كالصلاة دون خشوع ، إبتسمت وسألته وكيف يكون ذلك؟ قال لها الحب مبني على الاحترام فكيف تحب شخصاً لا تحترمه ، وكيف يرضى قلبك أن يحب شخصاً لا يكن له أي احترام ، فأنا قبل أن أحبك أحترمك لأنكِ فرضتي احترامك على قلبي فأحبَّك تلقائياً ، والحب تحكمه أساسيات لا غنى له عنها. قالت له: وما هي أساسياته يا فيلسوف الحب؟

قال لها:
الحب مبني على الاحترام والمودة والاخلاص والاهتمام ، فمشاعر دون إخلاص كطعام دون طعم لن تشعر به ولن تستمتع ، والحب أساسه المودة فهي الممهدة لطريق نجاحه ، والمودة فيها العطف وفيها الحنان وفيها الرقة وفيها السعادة كلها ، فعندما تقول لشخص أنا أحبك فأنت تخبره بأنه أصبح لك كل شيء في هذا الوجود ، فهو يصبح نبضك وقلبك وهوائك وسمائك وكل عالمك ودونه تصبح مثل ريشة في مهب الريح ليس لها قرار وليس لها مكان.

قالت له: وأين الماديات في الحب ، أليس لها مكان؟

أبتسم وقال:
بعض الاناث يعتبرن الماديات شيئاً أساسياً في الحب وبعضهن يعتبرنها شيئاً ثانوياً حسب الواقع الذي تعيشه كل واحدة منهن ، فمن يُمطرها حبيبها بكلمات الحب تشتكي قلة إثباته المادي لها ، والتي يُمطرها حبيبها بكل وسائل الراحة في الحياة تشتكي من قلة رومانسيته معها وعدم حديثه معها بكلمات رقيقة ، وبين هذه وتلك تضيع جماليات الحب كشعور وكإحساس جميل ، ولكن الوسطية جميلة فكما تنطق بكلمات الحب يجب عليك أن تثبتها ولو بأقل القليل ، فيجب عليك الاهتمام بمن تحب ، لأن الاهتمام فيتامين الحب وإكسير حياته والمُنشّط لكل مشاعره ، فقليل من الاهتمام بمن تحب لا يضر ، ولكنه يزيد من أواصر المحبة ، ربما بوردة ، أو بهدية ، ربما ذكرى عيد زواج ، أو تحقيق أمنية ، أو ربما بعض التغيير.

قالت له:
يالك من مراوغ ولاعب ماهر بالكلمات وداهية من دواهي الزمان.

إبتسم لها وقال:
من لم يتعلّم من حياته فهو الجاهل بعينه.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي يبث على مدار 24 ساعة يومياً من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو الكندية. و يُعنى بالشؤون الفنية والاجتماعية والاقتصادية وعالم الاغتراب.