ضفدعان في الحليب

هذه قصة ضفدعان أحدهما بدين والآخر نحيف. ذات يوم وبينما كانا يبحثان عن الطعام سقطا سهواً في وعاء حديدي يحتوي على الحليب ، ولم يقدرا على الخروج منه لأن جوانب الوعاء كانت زلقة ومرتفعة نوعاً ما. فما كان أمامهما إلا أن بقيا داخل الوعاء يسبحان في الحليب لعل وعسى تأتيهما النجدة بشكل أو بآخر!

قال الضفدع البدين لرفيقه: لا فائدة من السباحة أكثر من ذلك ، فنحن سوف نغرق لا محالة ، دعنا نستسلم لهذا الواقع. أجاب الضفدع النحيف وقال: لا تتوقف عن ضرب الحليب برجليك يا صديقي ، سوف يأتي من ينقذنا. وتابع الاثنان السباحة لساعات أخريات.

بعد فترة من الوقت قال الضفدع البدين: لا فائدة يا رفيقي ، لقد تعبت رجلاي جداً من الحركة ، سأتوقف عن السباحة وأغرق … اليوم إجازة ولا أحد يعمل هنا. سنغرق بالتأكيد ولا مفر لنا من هذا الواقع. رد الضفدع النحيف وقال له: لا تيأس يا صديقي ، واستمر في ضرب الحليب برجليك. ثم استمر الاثنان يسبحان في الحليب لساعات عدة.

قال الضفدع البدين لرفيقه: لم أعد أحتمل مواصلة السباحة أكثر من ذلك. لا جدوى من إطالة أمد هذا الواقع المؤلم، فنحن غارقان فيه لا محالة ، فما الفائدة من السباحة إذن؟ أكمل الضفدع البدين كلامه ثم توقف عن السباحة ورضخ لواقعه ، فغرق في قاع وعاء الحليب. لكن الضفدع النحيف بقي على وعده لنفسه واستمر في السباحة يضرب الحليب برجليه كيلا يغرق في القاع.

مرت عشر دقائق وفجأة شعر الضفدع النحيف بشيء صلب يلامس قدميه. ذلك الشيء كان قطعة من الزبد طفت إلى السطح ورفعته معها بفعل حركة رجليه في ضرب الحليب بشكل مستمر. فكانت نجاة الضفدع من أحد فضائل صبره على مصيبة غير متوقعة.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com