حكاية زينايدا

زينايدا بورتنوفا ، كانت فتاة في الرابعة عشر من عمرها عندما عاشت إرهاب جيش الاحتلال الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية. عندما عبر الجيش الألماني بلدتها الصغيرة في بيلاروسيا ، تعرض والداها المسنان للضرب ، وضربها جنود على رأسها بكعب بندقيتهم ، وسرقوا من أسرتها بقرتهم.

عقدت زينايدا العزم على الانتقام ، فانضمت إلى مجموعة مقاومة محلية اسمها “المنتقمون الشباب”. عملت زينايدا كمساعدة طباخ في مطابخ أحد معسكرات الجيش الألماني النازي بعد أن أوحت لهم بأنها فتاة مسالمة وغير مؤذية ، ثم شرعت شيئاً فشيئاً بدس القليل من السم في طعام جنود الاحتلال سراً.

عندما بدأت الشكوك تحوم حول ضلوعها في مؤامرة تسميم العساكر ، تذوقت بنفسها الطعام المسموم لتثبت لهم براءتها فأصابها الإعياء والمرض ، ما منحها ذلك بعض الوقت كي تتمكن من الهرب. لكن الغيستابو وهي الشرطة السرية التابعة للجيش النازي تمكنت من الإمساك بها واعتقالها. تعرضت زينايدا للتعذيب لانتزاع معلومات منها ، وخلال جلسة استجوابها وضع محقق الغيستابو مسدسه على سطح المكتب في محاولة لإخافتها ، لكنها فاجأته بتناول المسدس بسرعة خاطفة ، فأطلقت عليه الرصاص لترديه قتيلاً ، ثم أطلقت الرصاص على حارسين اثنين هرعا إلى غرفة التحقيق بعد سماع دوي إطلاق النيران.

تمكنت زينايدا من الهرب من السجن لاحقاً ، لكنها وقعت في الأسر من جديد ليتم بعد ذلك إعدامها في الـ 15 من يناير/كانون الثاني عام 1944 حين لم يتجاوز سنها آنذاك السابعة عشرة. حازت زينايدا بعد وفاتها على لقب بطلة الاتحاد السوفيتي تكريماً لشجاعتها وبطولتها.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com