قصة مخترع الهوتميل

Sabeer Bhatia
■ تـُعد خدمة (Hotmail) أو (البريد الساخن) من أكثر خدمات البريد الإلكتروني استخداماً حول العالم ، وهي الخدمة التي تمتلكها حالياً شركة ميكروسوفت الأميركية. لكن قصة نجاح هذه الخدمة لم تبدأ في ميكروسوفت ، بل تقف خلفها قصة نجاح شاب مسلم من الهند تستحق أن نذكرها على هذه المدونة. 
 
ولد صابر باتيا (Sabeer Bhatia) في مدينة شانديغار الهندية عام 1986 وسافر إلى الولايات المتحدة لإكمال دراسته الجامعية ، فالتحق بجامعة ستانفورد وتخرج منها حاملاً درجة الماجستير في الهندسة الإلكترونية، ما أهّله للعمل في شركة (أبل كمبيوتر) كمهندس أجهزة إلكترونية. وهناك تعرف على زميله (جاك سميث) حيث كانا يتناقشان من وقت لآخر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة للشركة فكرة تأسيس شركتهما للحاق بركب الإنترنت. فلاحظ مرؤسهما استخدامهما لتلك الخدمة ونهاهما عن استعمالها في نقاش أمور خاصة. عندها فكر (صابر) في ابتكار برنامج يوفر لكل شخص وسيلة للتواصل الحر غير المرتهن بأية قيود، وتمخضت في النهاية لديه فكرة ابتكار (الهوتميل) الذي أخرجه للعالم سنة 1996. 
 
انتشر البرنامج بين مستخدمي الإنترنت بسرعة كبيرة لما وفره للمستخدمين من أربعة أمور أساسية هي مجانيته ، واستخدامه بشكل فردي وسريته والقدرة على استخدامه في أي مكان من العالم. 
 
أثار النجاح الذي وصل إليه برنامج (هوتيل) إعجاب (بيل غيتس) رئيس شركة ميكروسوفت وأغنى رجل في العالم آنذاك، فقررت ميكروسوفت تقديم عرض بشراء (الهوتميل) لضمه إلى بيئة نظام التشغيل ويندوز. وفي خريف عام 1997 عرضت الشركة على (صابر باتيا) مبلغ 50 مليون دولار لشراء البرنامج منه ، لكن (صابر) الذي كان يدرك تماماً أهمية البرنامج وقدراته طلب 500 مليون دولار. وتمكن بعد مفاوضات طويلة ومرهقة مع ميكروسوفت من بيعه لقاء 400 مليون دولار أميركي بشرط أن يتم تعيينه خبيراً لدى ميكروسوفت.
 
عمل صابر لدى ميكروسوفت سنة واحدة وبعد بذلك استقال ليتفرغ إلى ابتكار آخر أطلق عليه اسم (آرزو) للتسوق الآمن عبر الإنترنت. غير أن برنامجه الثاني لم يلق النجاح ذاته الذي ناله (الهوتميل). 
 
لكن ما يزيد من الإعجاب بشخصية هذا الشاب أنه بنى العديد من المعاهد العلمية في بلاده وساعد الكثير من الطلاب المحرومين على إكمال تعليمهم ، حتى شاع أن ثروته انخفضت إلى مئة مليون دولار خلال فترة قصيرة من كثرة ما قدّم من عطاءات. 
 
إن قصة (صابر باتيا) قصة نجاح متميزة تستحق الثناء والاقتداء بها ، بما فيها من أشكال الوفاء والتواضع وخدمة وطنه. كما أنها دليل آخر على قدرة الإنسان المؤمن على أن يخلق تغييراً إيجابياً في المجتمع والعالم الذي يعيش فيه. 

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.