السحلية التي تحكم العالم

تتحكم في بعض الناس إهتمامات وأهواء مختلفة ، فمنهم من يتحكم فيه عمله أو تجارته ، ومنهم من تتحكم فيه أمواله وممتلكاته ، أو حيواناته الأليفة كالقطط والكلاب ، ومنهم من تتحكم فيه … زوجته أيضاً. لكن ديفيد أيك المتخصص في نظريات المؤامرة يعتقد بأن البشرية جمعاء تتحكم فيها كائنات من الزواحف المتجسدة في صورة إنسان.

عمل ديفيد أيك صحافياً ومقدماً لنشرة الأخبار في هيئة الإذاعة البريطانية بعد أن اعتزل كرة القدم كلاعب محترف، كما كان المتحدث الرسمي لحزب الخضر البريطاني. لكن بعد تجربة روحانية له في البيرو بأمريكا الجنوبية عام 1991 ، أصبح ديفيد أيك متخصصاً في نظريات المؤامرة.

يعتقد ديفيد أيك أن مجموعة تُسمى Illuminati أو النخبة العالمية بالمسمى العربي ، هي التي تتحكم في العالم وتؤثر في اقتصاده ، وتستخدم تقنيات السيطرة على العقول من أجل تطويع وإخضاع البشر من أجل مصلحتها. كما يعتقد ديفيد أيك أن تلك المجموعة تقف وراء التنظيم والتخطيط لأحداث مأساوية عديدة مثل محرقة اليهود وتفجيرات مدينة أوكلاهوما الأمريكية.

يدّعي أيك أن عدداً من الأشخاص من ذوي النفوذ في العالم هم أعضاء في تلك المجموعة ، منهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير ، والرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش. لكن ليس كل أعضاء تلك المجموعة هم من البشر بحسب ما يعتقد أيك. حيث ينتمي الأعضاء المتواجدون على قمة هرم مجموعة الإلوميناتي إلى جنس من الزواحف تنحدر أصولهم من مجموعة كويكبات نجمية تُدعى دراكو. ولديهم القدرة على تغيير مظهرهم الخارجي ما بين الآدمي والزواحفي ، كما يتحكمون في البشرية من خلال المال والسلطة بشكل أساسي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن عدداً من وسائل الإعلام الأمريكية نشرت في عام 2009 أنباءاً عن  أن المجتمعين في مؤتمر بيلدربرغ السنوي في هولندا Bilderberg Meetings ، والذي يحضره عدد محدود من رجال المال والسلطة ، ورؤساء جمعيات خيرية كبيرة حول العالم ، قد ناقشوا ورقة الانفجار السكاني وسبل كبح الأعداد المتزايدة للبشر ، ضمن مسائل اقتصادية أخرى.

في أحد الأفلام الوثائقية بعنوان “ديفيد أيك: هل كان على صواب؟” يدعي أيك بأن العديد من تنبؤاته السابقة ، بما فيها إعصار نيو أورلينز ، ووقوع هجوم خطير على مدينة كبيرة بين عامي ألفين و 2002 ، قد تحققت بالفعل. لكننا نسأل هنا ، هل تتحكم في البشرية فعلاً كائنات من الزواحف في صورة آدمية ، أم أن نظرية أيك تلك مجرد كلام فارغ؟

أيك الذي كاد ضحك الجمهور عليه يجعله يغادر مسرح أحد البرامج الحوارية المتلفز على البي بي سي عام 1991 ، له 20 كتاباً منشوراً ، كما يحضر الآلاف من متابعيه محاضراته الخطابية ، ويزور موقعه على الإنترنت نحو 200 ألف زائر على الأقل أسبوعياً … لعل ديفيد أيك هو من ستكون له الضحكة الأخيرة في النهاية.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com