أشهر فأر في العالم !

لطالما صرّح ولت ديزني في تعليقاته للإعلاميين بأنه استوحى واحدة من أشهر شخصياته الكرتونية عبر التاريخ من أحد فئران الحقول التي زارته في مرسم الاستديو الخاص به في مدينة كنساس الأمريكية. لكن القصة الحقيقية وراء شخصية الفأر المحبوب كانت أكثر إثارة بكثير.

تشير سجلات تاريخية إلى أن ولادة ميكي ماوس جاءت نتيجة لصفقة تجارية فاشلة. فقد علّق ولت ديزني نجاحه السينمائي في الأساس على شخصية كرتونية لأرنب يُدعى أزولد ، غير أن حقوق النشر الخاصة بتلك الشخصية سرقها منه تشارلز مينتز ، موزع أفلام سينمائية من نيويورك. وفي محاولة يائسة لإيجاد شخصية كرتونية قادرة على أن تجني له المال ، اجتمع ولت ديزني بشقيقه روي وبـ أوب إوركس ، محرك الرسوم الأول في الاستديو ، من أجل طرح عدد من الأفكار الجديدة ومناقشتها. وفي خلال تلك الجلسة ناقش الثلاثة استخدام عدد من الحيوانات المختلفة حتى وقع اختيارهم في نهاية المطاف على الفأر … وذلك لأن الشخصية الوحيدة الأخرى التي كانت متواجدة في ذلك الحين لفأر كرتوني كانت شخصية إغناتز لصاحبها جورج هرمان من مسلسل Krazy Kat الشهير. أراد ولت ديزني في الأساس أن يسمي شخصيته الجديدة باسم “مورتايمر” ، لكن بناءً على نصيحة زوجته “ليلي” ، غيّر ولت ديزني الاسم إلى “ميكي”.

كان أول ظهور لشخصية “ميكي” في فيلم صامت يحمل عنوان Plane Crazy المستوحى من الرحلة الأسطورية التي عبر خلالها تشارلز ليندبرغ المحيط بطائرته عام 1927. تلى ذلك الفيلم بفترة قصيرة فيلم آخر بعنوان Gallopin Gaucho وهو فيلم كرتوني صامت أيضاً.

لم تكن شركات التوزيع متحمسة كثيراً تجاه هذين الفيلمين ، عندها قرر ولت ديزني صنع فيلم آخر ، ولكنه أضاف عليه هذه المرة الموسيقى والمؤثرات الصوتية. كان الفيلم بمثابة مخاطرة كبيرة بالنسبة إليه ، ففشل فيلمه الكرتوني الثالث كان يعني أن ولت ديزني سيخسر كل شيء عمل جاهداً لبنائه.

انطلق العرض الأول لفيلم Streamboat Willie في دار عرض كولوني بمدينة نيويورك في الـ 18 من نوفمبر 1928 ، وقد حقق الفيلم على الفور نجاحاً كبيراً ، ما شجع ولت ديزني على إضافة الموسيقى والمؤثرات الصوتية على فيلميه القصيرين السابقين بهدف بيع الأفلام الثلاثة كمجموعة واحدة لدور العرض السينمائي .

قدم ولت ديزني بعد ذلك العديد من أفلام الكرتون التي جعلت شركته في النهاية واحدة من أكثر استديوهات هوليوود نجاحاً وتطوراً في صنع أفلام الكرتون … وذلك كله بفضل الفأر الذي كاد أن يسميه “مورتايمر” وليس “ميكي ماوس” إذا لم يصغ ديزني إلى كلام حرمه المصون!

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com