الحرب العالمية الثالثة

أصدقائي وأحبائي ومعارفي الكرام ، أحمل لكم خبراً مهماً اليوم أريد أن أنقله بكل وضوح ، وسأختصر قدر الإمكان.
قبل عامين تقريباً انتشر ذاك الوباء العالمي الذي نعيش تبعاته اليوم ، ونرى بأم العين ما يفعله بالبشرية حول العالم ، لاسيما في الهند والبرازيل حالياً ، وقبلها في أمريكا ودول عربية عديدة. كل يوم نسمع هنا في كندا عن حالات وفاة ، وأعداد إصابة تتأرجح ما بين الزيادة والنقصان. أي أنه لا يزال الطريق أمامنا طويلاً حتى نصل جميعاً إلى بر الأمان.
بينما يختلف البعض حول مصدر ذلك الفيروس ومدى فاعلية اللقاحات التي طوّرها العلم الحديث بما تيسر له من إمكانيات وتكنولوجيا حديثة لم تكن متوفرة قبل عشرين عاماً حتى ، تبقى مكافحة فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد 19 حقيقة نرى خلالها يومياً كيف يحصد ذلك الفيروس اللعين أحباءاً وأصدقاءاً ومعارف لنا ، دون أن يفرّق بين كبير أو صغير.
ثلاثة ملايين إنسان ، كل واحد منهم كانت له حياته الخاصة وأحلامه وأحباء وأصدقاء ومعارف يكن لهم جميل المشاعر والاهتمام ، كلهم قضوا في ذلك الوباء حتى الآن ، ولكن كثيرين أيضاً تجاوزوا ذلك المرض ، وشُفيوا منه بفضل الله تعالى اولاً. إلا أن التغلب على هذا الفيروس يبقى مهمة صعبة ، وأهم وسيلة في مواجهته هي بعدم الاستهتار أو الاستهانة به أبداً. فهو ذلك العدو الخفي الذي يتربص بك ، والذي يريد أن يحوّلك إلى سلاح فتّاك تقتل به أقرب الناس إليك ، إن لم يقض عليك أولاً.
إننا في حرب فعلية على ذلك الفيروس ، حرب مليئة بالمعارك التي قد نربح فيها جولة ونخسر أخرى. لكن يبقى الاستعداد لها والجهوزية في مواجهة هذا العدو الخبيث خير سلاح ضده. لقد أصبحنا نعرف الآن دون شك أن الكمامة وحفظ مسافة بيننا وبين الآخرين والنظافة الشخصية خير واقٍ لنا حتى من بعد تلقي اللقاح ضده … إلى أن تزول هذه الغمة ويرفعها عنا الله سبحانه بالعمل أولاً وباتخاذ الاحتياطات اللازمة ثانياً.
[metaslider id=7257]
اليوم أحبائي دخل على جسمي هذا الفيروس اللعين رغم كل الإحتياطات التي اتخذتها لأتصدى له. دخل على جسمي بإرادتي الحرة ، دخل ميتاً في سائل من صنع هؤلاء العلماء الأفاضل ، علماء يسيرون على خطى من سبقوهم إلى هدف سامٍ يهدف إلى خير البشرية وبقاؤها.
ربما تختلف معي أو تتفق على فاعلية تلك اللقاحات المختلفة ، ولكن ليس هنا مربض الفرس ، فالسؤال الحقيقي هو هل أعقلها وأتوكل ؟ أم أتوكل فحسب؟ صحيح أن الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ، ولكن هل أقود نفسي إلى التهلكة بإهدار فرصة أؤمن بأن فيها حماية لنفسي أولاً وحماية أحبائي ثانياً؟ هل أرفض التحصن في معركتي هذه مع الوباء؟ هل أكون سبباً في رحيل إنسان ما بغير قصد؟ والله ! إن لم يقض عليّ ذلك الفيروس لقضى عليّ تأنيب الضمير إن كنتُ سبباً في ضرر إنسان آخر. اليوم أعلن لكم انتصاري في معركة من هذه الحرب الشعواء على الفيروس ، جولة في حرب عالمية ثالثة بجميع المقاييس ، وقودها الناس المستهترة ، حرب لن يكون الانتصار فيها إلا لمن يدرك خطورتها ويتحصّن منها ، ويعد لها ما استطاع من قوة.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com