ماذا ترى حين تغمض عينيك ؟!

حين تكون مستلقياً على فراشك وعلى وشك أن تنام ، هل سبق ولاحظت أنك عندما تغمض عينيك وقبل أن تغفى بلحظات تظهر أمام عينيك أشكال متحركة تشبه النجوم ، أو أشكال ملونة تقفز من جهة لأخرى وتقدم لك ما يشبه العرض الضوئي … وعينيك مغمضتين؟

يعتقد كثيرون ممن يعايشون هذه الظاهرة البصرية بأنها صورة لاحقة (إنطباع بصري) حفزه الضوء لشيء سبق ورأوه قبل ان يغمضوا أعينهم. لكن الواقع هو أن الصورة اللاحقة أو الانطباع البصري لا يمكن إلا أن يكون جزءاً ممن يرونه بصفة مستمرة. أما السبب الحقيقي لتلك الظاهرة التي تظهر للأعين المغمضة هو ما يُسمى بالوبصة أو الفوسفين Phosphenes بالانكليزية.

الوبصة ظاهرة تحدث داخل العين وهي ناجمة عن إحساس إبصاري موضوعي بإثارة الشبكية والعين مغمضة. وتتمثل بظهور نقاط ضوئية ونقاط على شكل نجوم صغيرة عند فرك العين أو الضغط عليها.

يشتق مصطلح فوسفين اسمه من اللغة اليونانية القديمة حيث تعني “فوس” الضوء وتعني “فاينين” الإظهار. وعادة ما تحدث الوبصة بسبب تحفيز الخلايا والعمليات الميكانيكية والكهربائية والسوائل بسبب فرك العين ، مما ينتج عنه ظهور نقاط وومضات ضوئية.

بعد أن يتم تحفيز خلايا شبكية العين ، يرسل الدماغ إشارات خاطئة تدع الشخص يظن أنه يُشاهد ضوءً. كما أن الضغط على العينين يُنشط خلايا الشبكية بطريقة مشابهة لردة فعلها لو سقط عليها ضوء ، ما يجعل العملية تحصل داخل العين لجزء بسيط من الزمن قد يكون ثانية أو عدة ثوانٍ.

هذا ويمكن أن تتسبب حبوب الهلوسة والمخدرات في حصول ظاهرة الوبصات بشكل متكرر دون الضغط على العينين أو فركها. أما تلقي الضربات المفاجئة على العين أو الرأس فمن شأنه أن يُحفز ظاهرة الوبصات لفترة أطول من المعتاد قد تصل إلى دقائق أو تطول لساعات أحياناً.

أما في حال كنت ترى ومضات ضوئية خلال حياتك الومية وبدون فرك عينيك أو الضغط عليهما ، فإنه يُفضل عندئذ الاتصال بطبيب العيون للاستشارة. فتوتر الشبكية أو انفصالها قد ينجم عنه ظهور تلك الومضات الضوئية أيضاً ، وهي حالة تستدعي الرعاية الفورية للحفاظ على نعمة البصر.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com