القصة التي هزّت العالم

■ كان هناك خطيبان يعشق كل منهما الآخر إلى درجة الموت ، وكانا يرتادان إحدى الحدائق العامة معاً ويتخذان منها ملجأ بعيداً عن عناء العمل المرهق في استديو التصوير. كان يعيشان الحب بأطهر صوره فلا يستطيع أن يفرق بينهما إلا النوم. كانا معتادان على التقاط الصور الفوتوغرافية لبعضهما تخليداً لتلك الذكريات السعيدة.
 
 ذهب الشاب في إحدى الأيام إلى الاستوديو لتحميض بعض الصور وعندما فرغ من عمله وقبل خروجه ، قام وحده بترتيب كل شيء وأعاد أوراق التصوير والأحماض الكيميائية إلى أماكنها لأن خطيبته لم تكن معه نظراً لارتباطها بموعد مع والدتها.
 
في اليوم التالي أتت الخطيبة إلى الاستديو لتمارس عملها في الصباح الباكر، وأخذت تقوم بتحميض الصور ، لكن خطيبها كان قد أخطأ بالأمس ، فوضع الحمض الكيميائي في مكان غير آمن.
 
حدث ما لم يكن متوقعاً ، بينما كانت خطيبته تشتغل رفعت رأسها لتتناول بعض الأحماض الكيميائية ليصطدم رأسها بحافة الرف ويسقط الحمض على عينيها وجبهتها.
 
تعالت صيحاتها ألماً ، أسرع إليها رواد المحل وشاهدوها بحالة خطرة ، فنقلوها فوراً إلى المستشفى ثم أبلغوا خطيبها بالحادثة ، وعندما علم صديقها بما حدث عرف أن الحمض الذي انسكب عليها هو من أشد الأحماض خطورة وأدرك أن خطيبته ستفقد بصرها.
 
ما كان من هذا الخطيب إلا أن قام بتمزيق كل الصور التي تذكره بها وتجمعهما معاً وغادر الاستديو بدون أن يعرف أصدقاؤه السر في تغير معاملته لها على هذا الشكل القاسي. 
 
ذهب الأصدقاء إلى المستشفى للإطمئنان على الفتاة بعد فترة من الزمن فوجودها بأحسن حال وعيناها مبصرتان وجبهتها أجريت لها عملية تجميل ليعود وجهها ساحر الجمال كما كان.
 
غادرت الخطيبة المستشفى وذهبت إلى الاستديو ، انهمرت دموعها على خديها وهي تجول بعينيها أرجاء المكان متعجبة عن السبب وراء عدم إخلاص خطيبها ومعاملته القاسية لها الذي تركها وهي في أمس الحاجة إليه.
 
حاولت البحث عن خطيبها لكنها لم تجده في منزله ، تذكرت مكاناً كان يرتاده خطيبها دائماً ، فقالت في نفسها سأذهب إلى ذلك المكان لعلني أجده هناك ، فذهبت وبالفعل وجدته جالساً على كرسي في حديقة مليئة بالأشجار. أتت من خلفه بدون أن يشعر تنظر إليه بحسره لأنه تركها في محنتها ، دفعها شعورها النقي إلى أن تعرف سبب ابتعاده عنها، فوقفت أمامه وهي تبكي ، كان العجيب في الأمر أن خطيبها لم يأبه أو يبال بدموعها ولم ينظر إليها حتى.
 
قد تتساءلون لماذا كل هذا الحقد ، ترى هل يمكن أن يكون الحب مجرد طبقة تنتزع وتلصق على القلب؟ تذكرون عندما عرف بخبر الحادثة كيف قام بتمزيق الصور وغادر الاستوديو ، لكنه توجه في تلك اللحظة إلى الطبيب الذي يعالج خطيبته في المستشفى واعترف له الطبيب أن خطيبته لن تبصر النور أبداً ما لم تجد متبرعاً.
 
أجل تبرع بعيونه لخطيبته التي أحبها كي لا ينطفأ ضوء عينيها وأجريت لهما عملية جراحية نقلت خلالها عيناه إليها. وبعدها ابتعد عن خطيبته ومزق صورهما لكي تعيش حياتها مع شخص آخر يستطيع إسعادها لأنه بات الآن مكفوفاً ولا ينفعها بشيء.
 
مد  الخطيب يده ليفرد عصاه التي يتحسس بها طريقه ، فأدركت الخطيبة أنه بات مكفوفاً وأنه المتبرع المجهول الذي وهبها نور البصر،  سقطت على الأرض منهارة تبكي وهي ترى خطيبها المكفوف يمر بجانبها لا يعلم من كانت تلك الفتاة التي سمع صوت بكائها بجواره.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.