الصهيونية … الإله الزائف !

الكلمة التي ألقتها مؤخراً الناشطة والمفكرة والإعلامية الكندية الكبيرة نعومي كلاين في تظاهرة تطالب بوقف تسليح إسرائيل ، وذلك خلال عيد الفصح اليهودي الفائت في مدينة نيويورك الأمريكية.

فيما يلي أبرز ما جاء في خطابها: 

ما أود قوله هذا المساء في أول أيام عيد الفصح الثوري والتاريخي هذا ، هو أن الكثيرين من شعبنا اليهودي قد عادوا مجدداً لعبادة الإله الزائف. إله به فتنوا ! وبه صاروا ثمالى ، إله ينتهكون بإسمه الحرمات. هذا الإله الزائف هو الصهيونية.

إله زائف يأخذ أكثر قصص التوراة قداسة عن العدل والتحرر من العبودية ، والتي هي فحوى عيد الفصح اليهودي ، ليحوّلها إلى أسلحة استعمارية وحشية يسرق بها الأراضي ، ويخطط بها للتطهير العرقي والإبادة الجماعية …

إنه هذا الإله الزائف الذي يساوي بين حرية اليهود والقنابل العنقودية التي تقتل وتشوه الأطفال الفلسطينيين.

الصهيونية هي الإله الزائف الذي خان كل القيم اليهودية ، بما فيها قيمة التساؤل التي نوليها أهمية خاصة ومتأصلة في عيد الفصح نفسه ، عندما يطرح الطفل الصغير أسئلته الأربعة. كما أن الصهيونية هي خيانة للمحبة التي نكنها كشعب للنصوص والتعليم.

هذا الإله الزائف يجرؤ اليوم على تبرير قصف جميع جامعات غزة ، وتدمير مدارس لا عدد لها ، ومحفوظات ودور طباعة ، وقتل مئات الأكاديميين والعلماء والصحافيين والشعراء والكتاب. أو كما يسميه الفلسطينيون اغتيال العقول ، وقتل البنية التحتية ووسائل التعليم.

في هذه الأثناء وفي هذه المدينة ، تلجأ إدارة الجامعات إلى شرطة نيويورك لحماية نفسها من الخطر الداهم الذي يشكله طلابها …

إن يهوديتنا لا يهددها ارتفاع أصوات المتضامنين مع فلسطين من كافة الأجناس والعرقيات … إن يهوديتنا هي احدة من تلك الأصوات ، ونعلم أن في ارتفاعها تكمن سلامتنا وحريتنا ككل.

إن يهوديتنا هي يهودية عيد الفصح ، ذلك التجمع في شعائر نشارك فيها الطعام والنبيذ مع القريب والغريب على حد سواء. شعائر غير معقدة ، وإقامتها لا يحتاج إلى شيء سوى بعضنا بعضاً ، ولا نحتاج إلى جدران تفصل بيننا. لا نحتاج إلى معبد أو حاخام. لكل واحد فيه دور يلعبه ، بما في ذلك أصغر الأطفال سناً …

إننا نسعى إلى تحرير اليهودية من تلك الدولة العرقية التي تريد أن يظل اليهود في حالة خوف دائم ، وتريد أن يظل أطفالنا مرتعبين ، وتريدنا أن نصدّق بأن العالم كله يقف ضدنا ، لكي نرتمي في أحضان حصنها ليحمينا ، أو على الأقل لمواصلة إرسال الأسلحة والتبرعات.

هذا إله زائف. وهو ليس نتنياهو فحسب. إنه العالم الذي صنعه بيده والعالم الذي أنتج أمثال نتنياهو. إنه عالم الصهيونية …

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com