تاريخ كمبيوتر صخر الموجز

مثّلت علامة أم أس أكس MSX البنية الهندسية لنظام تشغيل الكمبيوتر المنزلي الذي أعلنت عنه شركة مايكروسوفت للمرة الأولى في 16 يونيو 1983 ، وقام بتسويقه كازوهيكو نيشي ، نائب رئيس مايكروسوفت – اليابان ، ومدير شركة أسكي كوربوريشن آنذاك.

أطلقت مايكروسوفت مشروع MSX كمحاولة لوضع نظام تشغيل موّحد تستخدمه جميع الشركات المُصنعة لأجهزة الكمبيوتر في تلك الحقبة. وقد انتشرت هذه الأجهزة في اليابان على وجه الخصوص ، وفي عدد من الدول الأخرى. لكن من الصعب تقدير العدد الإجمالي الذي تم بيعه منها حول العالم ، في حين يمكن الجزم بأن نحو خمسة ملايين جهاز من كمبيوترات MSX ، بنكهاتها المختلفة في الشكل والتصميم ، قد تم بيعها في اليابان فقط. وعلى الرغم من ارتباط اسم مايكروسوفت بأجهزة MSX ، إلا أن هذه الأجهزة لم يتم إطلاقها بنجاح في أسواق الولايات المتحدة الأمريكية.

قبل النجاح الباهر الذي حققته سلسلة أجهزة نينتندو الترفيهية العائلية ، كان نظام MSX المنصة الأساسية لاستديوهات برمجة الألعاب اليابانية من أمثال كونامي Konami و هادسون سوفت Hudson Soft ، والتي أنتجت ألعاب فيديو متنوعة تعمل على منصة MSX. نشير هنا إلى أن سلسلة ألعاب Metal Gear على سبيل المثال كان قد تم كتابتها وبرمجتها في الأصل لأجهزة MSX قبل انتشارها على منصات آخرى.

لا يزال معنى التسمية المختصرة لـ MSX نقطة حوار تتضارب فيه التفسيرات. فعند ظهور النظام في بادئ الأمر كان هناك شبه توافق عام على أن MSX تعني “MicroSoft eXtended” في إشارة إلى نظام البرمجة المدمج Microsoft eXtended BASIC / MSX-BASIC ، الذي يظهر على الشاشة الزرقاء عند تشغيل الجهاز ، والذي طورته شركة مايكروسوفت خصيصاً لهذا النظام. من جهة أخرى ، ووفقاً لـ كازوهيكو نيشي ، فإن MSX تعني Machines with Software eXchangeability أو الأجهزة ذات القدرة على تبادل البرمجيات ، وهو المصطلح الذي استخدمه فريق التطوير.

في الـ 27 من يونيو 1983 تم الإعلان رسمياً عن نظام التشغيل MSX خلال مؤتمر صحفي ، تلاه إعلان سلسلة من الشركات اليابانية الكبيرة عن عزمها القيام بتصنيع أجهزتها الخاصة التي تحمل شعار MSX. يُذكر أن أغلب تلك الشركات اليابانية مثل باناسونيك ، سوني وتوشيبا ، وغيرها آثرت تجنّب المنافسة المحتدمة على سوق أجهزة الكمبيوتر المنزلية في الولايات المتحدة بسبب حرب الأسعار الذي قادته شركة كومودور في ذلك الوقت. لكن ذلك لم يثن عدداً من الشركات اليابانية الأخرى مثل سبكترافيديو و ياماها عن دخول الأسواق الأمريكية لفترة وجيزة ، غير أنها لم تحقق أي نجاح يُذكر.

خلال حقبة الثمانينيات ، أصبحت أوروبا أكبر سوق لألعاب الكمبيوتر في العالم ، حيث ذاعت شهرة أجهزة مثل Commodore 64 و Atari 8-bit و Sinclair ZX Spectrum والتي فرضت سيطرتها على تلك السوق. جاء إطلاق أجهزة MSX في أوروبا بصورة متأخرة ، حيث كانت قد ظهرت قبل ذلك أجهزة كمبيوتر منزلية 8-bit أكثر شعبية ، أشبعت الأسواق الأوروبية بها ما جعل اختراق MSX لتلك الأسواق الأوروبية أكثر صعوبة بشكل عام ، إلى جانب أن نظام التشغيل MSX شكّل خطراً على منافسيه نظراً لتقنية نظام التشغيل الموحد الذي مثّله. وفي الفيديو أدناه يشرح المذيع بإيجاز عمل أجهزة MSX ويشير إلى خطورة النظام الجديد على منافسيه تجارياً ، كما ويستضيف بل غيتس ، الرئيس الأسبق لشركة مايكروسوفت الأمريكية للتحدث عن نظام التشغيل MSX.

تطور نظام التشغيل MSX على مدار أربعة أجيال إلكترونية هي MSX عام 1983 و MSX2 عام 1985 و MSX2+ عام 1988 وأخيراً MSX TurboR عام 1990. كانت أجهزة الأجيال الثلاثة الأولى بتقنية 8-bit ، وتعتمد على معالج دقيق (ماكيروبروسيسور) من طراز Z80 طورته شركة ASCII Corporation. وفي الوقت الذي أُعلن فيه عن إطلاق MSX TurboR كنظام برمجية موحد أكثر تطوراً عام 1990 ، كانت شركة باناسونيك الوحيدة المتبقية في سوق تصنيع أجهزة MSX المنزلية ، وذلك بعد توقف بقية الشركات الأخرى عن تصنيع أجهزتها.

امتد تأثير أجهزة MSX خارج اليابان حيث طال كوريا الجنوبية والأرجنتين والبرازيل وغيرها ، فكان MSX يُعد نظام الكمبيوتر المنزلي الأول دون منازع في الثمانينيات. كما ذاعت شهرته في أوروبا ، لاسيما في هولندا وإسبانيا ، على الرغم من العراقيل الكثيرة التي واجهته من ناحية تطوير تقنياته. هذا وقد شقت شركة ياماها Yamaha بشبكتها من أجهزة MSX طريقها نحو المدارس الحكومية ، وفي عدد من المصارف المحلية ، حيث استخدمت أجهزتها كوسيلة تعليمية وإدارية في العديد من الدول العربية ، وفي الاتحاد السوفيتي السابق وكوبا.

في عام 1982 قامت شركة صخر ، والتي أنشأتها شركة العالمية الكويتية ، بإنتاج أول نسخة عربية لنظام التشغيل MSX. حيث أطلقت شركة صخر أول أجهزتها العربية ويحمل اسم AX100 ، وذلك بالتعاون مع شركة ياماها اليابانية ، تلاه عدد من الطرز الأخرى تضمنت نظامي التشغيل MSX2 و MSX2+ وهذه الطرز هي:  AX123, AX150, AX170, AH200, AX200, AX230, AX235, AX250, AX330, AX350-I, AX350-II, AX355, AX370, AX500, AX550, AX660 و AX990 ، لتحتل شركة صخر بذلك لقب أول مُعرّب لنظام البرمجة بايسك وشعار MSX.

جدير بالذكر أن أوسع أجهزة صخر انتشاراً في الثمانينات كان طراز AX170 الذي بيع منه أكثر من ثلاثمئة ألف جهاز في الدول العربية بحسب مصادر لم يتسن لنا التأكد منها ، في حين يشير مؤسس صخر السيد محمد الشارخ إلى بيع أكثر من مليوني وحدة من ذلك الجهاز. بالإضافة إلى انتشار تلك الأجهزة ، تم تطوير وبيع الآلاف من البرامج والتطبيقات المختلفة في العديد من المجالات والتي أنتجتها شركة العالمية وشركة برق للبرمجيات. وقد قامت شركة العالمية ، بعد الغزو العراقي للكويت ، بإعادة هيكلة أنشطتها ، فأوقفت إنتاج الأجهزة الصلبة ليتم الاعتماد على ذراعها البرمجي فقط ، والذي تم نقل مقره إلى القاهرة. وبينما كانت سوريا والأردن ومصر على وشك إنتاج أجهزة تعمل بنظام التشغيل MSX أعلنت شركة مايكروسوفت المالكة لحقوق نظام التشغيل MSX عن إيقاف تطويره عام 1990.

خلافاً لاستخدامات أجهزة MSX كوسيلة تعليمية وترفيهية منزلية ، قد لا يعرف كثيرون أن هذه الأجهزة استخدمت في الثمانينيات في دول الكتلة الشرقية الشيوعية كأداة لعرض الترجمة على الشاشة Subtitles لأفلام الفيديو الأجنبية المقرصنة ، إما على نظام VHS أو بيتاكام ، وذلك نظراً لبساطة استعمال هذه الأجهزة ، وقدرتها على عرض ترجمات مطبوعة إلكترونياً سابقة التحضير ، وبطريقة آنية فوق صورة الفيديو المتحركة ، ثم تسجيلها في الوقت نفسه على أشرطة الفيديو.


• بالإمكان تحميل البرنامج الهولندي المحاكي NLMSX v0.48 على مسؤوليتك الشخصية ، ومرفق به أكثر من 140 لعبة ، تم اختباره ويعمل بشكل جيد على وندوز 98 و إكس بي وويندوز 7.

• بالإمكان أيضاً تحميل المحاكي العربي على مسؤوليتك الشخصية ، ويحتوي على برنامج القرآن الكريم ومجموعة من الألعاب وبرامج تعليمية أخرى مثل اختبر معلوماتك.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com