مومياوات الغوانش

قبل وصول الغزاة الإسبان في القرن الخامس عشر الميلادي ، كانت جزيرة تنريفه أو تنريفي الواقعة في المحيط الأطلسي ، والتي تعد أكبر جزر الكناري ، تسكنها قبيلة الغوانش والتي يُعتقد بأن أفرادها كانوا ينحدرون من سوس ودرعة وأنهم من أصول أمازيغية.

وقد هاجرت قبائل الغوانش إلى أرخبيل تلك الجزر بين العام ألف والعام مئة قبل الميلاد ، ويمكن اعتبارهم شعباً منقرضاً ، كانت سمة هامة من سماتهم الدينية تتمثل في تحنيط أمواتهم بطريقة مماثلة جداً لطريقة تحنيط المومياوات في مصر القديمة.

في عام 1496 انهزمت قبائل الغوانش بعد مقاومة شرسة على يد القوات الإسبانية الغازية وذلك بفضل الوسائل الحديثة التي امتلكها الغزاة ، وبفعل الأمراض التي أصابتهم بعد أن جلبها الغزاة معهم ، ولم يكن لدى السكان الأصليين مناعة ضدها ، ما أدى في النهاية إلى إضعافهم والقضاء على الكثير منهم.

في عام 1933 تم اكتشاف مدينة الموتى أو مقابر الغوانش في سان ميغيل دي أبونا في جنوبي جزيرة تنريف ، حيث يُقدّر وجود ما بين 60 إلى 74 مومياء متبقية بعد أن تم نهب وسرقة محتويات المقابر بأكملها تقريباً.

وبحسب الفحوص الطبية التي أجريت على مومياوات الغوانش بجزيرة تنريف ، تبين أن أصحابها من الذكور والإناث كانوا من طوال القامة ويتمتعون بأجسام ذات حيوية ونشاط.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com