الجوهرة المكنونة في لغة السينما

تعتبر القصة أحد أهم العناصر التكوينية في الفيلم السينمائي أو التلفزيوني. فبدون القصة أو الفكرة المبنية بصورة روائية مؤسس لها ، لا يكون هناك عمل مرئي أو مسموع جدير بمعالجته درامياً ويستمتع به المشاهدون. 

إن رواية القصة ، على الرغم من أنها موهبة يتمتع بها البعض ، من حيث القدرة على جذب انتباه المستمعين واستخدام عناصر التشويق والإثارة للحفاظ على انتباههم ، إلا أن إخراجها للسينما أو التلفزيون أو حتى لمنصات التواصل الاجتماعي يُعتبر علماً له أصول تُدرّس ، ويمكن تعلّمه حتى درجة الإتقان. وبالتالي فإن معالجة القصة أو السيناريو يُعد أحد الأركان الأساسية التي يقوم عليها العمل السينمائي أو التلفزيوني.

تستمد القصة فحواها من واقع حياتنا وتأخذ أشكالاً عديدة ، فقد تُعبّر عن موقف سياسي مثلاً ، أو عن مشكلة اجتماعية معينة ، أو ربما تنقل لنا نادرة من النوادر ذات الدروس المستفادة. فلا يكاد يمضي علينا يوم دون أن نتابع فيه على وسائل الإعلام أفلاماً ومسلسلات تتناول العديد من تلك المواضيع.

أما الفيديوهات التي تُنشر على منصات التواصل الاجتماعي فتحاول بدورها أن تروي قصة أو حكاية من منظور أصحابها هي الأخرى. تلك الفيديوهات وعلى الرغم من أنها محاولات تلقائية وآنية مُصممة للاستهلاك الفوري بحكم تكوينها الزمني ، إلا أن قليلاً منها استطاع أن يلقى رواجاً فورياً وواسعاً بفضل القصة أو الموضوع الذي لامس قلوب وعقول الكثير من المشاهدين ، لاسيما تلك التي يتميز بعضها بطريقة إخراجه من قِبل محترفين أتقنوا فن اللغة السينمائية بأركانها المتمثلة في السيناريو والصوت والتصوير والمونتاج والإخراج.

اليوم في عصر السوشال ميديا ، فإن كل من يمتلك فكرةً أو قصة ما ويريد تحويلها إلى مادة مرئية ، على أمل انتشارها والارتقاء بصاحبها إلى مستوى مهني أعلى يفتح أمامه أبواب الشهرة والانتشار ، قد يلجأ أولاً إلى جهاز الموبايل ، في محاولة لإخراج فكرته أو قصته تلك على الملأ. لكن أغلب تلك المحاولات غالباً ما تبوء بالفشل للأسف ، لأنها بكل بساطة غير مبنية على الأسس السليمة في فهم اللغة السينمائية

لكن لحسن حظ عشاق هذا الفن ممن يبحثون عن طريقة جدّية لتعلم اللغة السينمائية وتحويل أفكارهم إلى نتاج جدير بالمشاهدة ، فإنه لم يعد من الصعب تحقيق هذا الحلم ، وذلك دون الالتحاق بالمعاهد السينمائية المتخصصة ، أو إنفاق ثروات طائلة لتعلم أصول اللغة السينمائية أو التلفزيونية.

من هنا تظهر أهمية الجوهرة المكنونة التي عنوّنا بها هذا المقال ، والمتمثلة في الرؤية الخاصة بالدكتورة منى الصبان ، الأستاذ بمعهد السينما وأكاديمية الفنون بالقاهرة ، حيث وضعت الأدوات وأسست المناهج المناسبة للراغبين في تعلّم اللغة السينمائية ، وذلك من خلال المدرسة العربية للسينما والتلفزيون. 

تلك السيدة القديرة التي حازت على العديد من الجوائر التقديرية خلال مسيرتها المهنية – وكان آخرها جائزة الدولة للتفوق في الفنون والأدب – ارتأت في تأسيس المدرسة العربية للسينما والتلفزيونعلى شبكة الإنترنت أن تكون الوسيلة الأكثر مرونة وعمليةً لجعل المنهج السينمائي ، الذي يُدرس في المعاهد السينمائية بالمناسبة ، متوفراً للراغبين في تعلّم هذا الفن أينما كانوا وبلغتهم العربية. وبذلك تمكنت المدرسة من تجاوز الحدود الجغرافية لنقل أصول العمل السينمائي والتلفزيوني إلى كل من ينشده كمهنة أو كهواية ، سواء كان  مقيماً في الدول العربية أو في عالم المهجر والاغتراب.

من خلال المدرسة العربية للسينما والتلفزيون وتحت الإشراف المستمر للدكتورة الصبان التي لا تعرف الكلل أو الملل ، أضحت المدرسة محوراً لتدريس اللغة السينمائية بأركانها لعدد كبير من المهتمين بإتقان هذه الحرفة من حول العالم ، بهدف وضع أفكارهم أو قصصهم في قالب سينمائي أو تلفزيوني تتم صياغته ضمن الأصول المهنية المتعارف عليها.

وفي حوار أجريته مؤخراً من كندا مع الدكتورة منى الصبان ، المقيمة في العاصمة المصرية القاهرة عبر ماسنجر فايسبوك ، شرفتنا د. الصبان بحديث وافٍ حول المدرسة العربية للسينما والتلفزيون ، كما استعرضت طريقة الانتساب للمدرسة لتعلّم اللغة السينمائية وأركان هذا الفن الراقي.

حوار إذاعي مسجل مع د. منى الصبان

Radio Betna · Dr. Saban Interview 2021

لقاء د. منى الصبان مع المخرج بيتر ميمي

www.arabfilmtvschool.edu.eg

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com