كيف تعاملين زوجك المدلل ؟

يحتاج اكتشاف حقيقة شخصية الرجل إلى بعض الوقت، ذلك أن بعض عيوبه لا تظهر إلا بعد فترة من الزواج. ويعتبر الارتباط القوي بين الرجل وأمّه، من الصفات التي تزعج زوجته بشدّة، فهذه العلاقة في حال خروجها عن المألوف، تُشعر الزوجة بضعف شخصية زوجها، إضافة إلى شعور الزوجة نفسها بأنها شخصية غير مهمّة في حياة زوجها.

ويتّسم هذا النوع من الرجال بالتواصل المكثف مع والدته، وإشراكها في كل قراراته، حتى فيما يخص علاقته بزوجته وأطفاله، فتشعر المرأة في النهاية بأنها متزوجة بالأم التي تضع بصمتها على كل ما يتعلق بحياتها الزوجية. في الوقت الذي يتوقع فيه هذا النوع من الرجال الاهتمام الكامل والشامل من الزوجة، ويريد الرجل منها أن تعمل على تدليله، كما تفعل أمّه، من دون التفكير فيما إذا كانت الزوجة مريضة مثلاً، أو مرّت بيوم عمل شاق ومرهق، وهي التي تحتاج إلى من يدللها أصلاً. كما أن هذا النوع من الرجال لا يستطيع أن يتحمّل النقد بأي صورة، ويرى أن أي انتقاد لتصرفاته هو انتقاد لشخصيته.

ويمكن أن يظهر اعتماد الزوج على والدته في كل أمور حياته، حتى بعد سنوات طويلة من الزواج، لا سيما بعد نضج الأبناء واستقلالهم بحياتهم، إذ تبدأ الزوجة في الالتفات إلى أمور لم تكن تلاحظها في السابق، كما يقول أخصائي في علم النفس، ومؤلف كتاب خاص بالوضع النفسي للرجال الذين يعانون الارتباط “المرضي” بأمهاتهم.

وبالرغم من عدم تقبله للنقد في حياته الشخصية، فإنهم الرجل “المدلل” لا يتسم بصفات سلبية في أجواء العمل، فقد يكون من أنجح الشخصيات، وربما يمكنه أيضاً قبول النقد في محيط العمل، وهو ما لا يقبله من زوجته. ويرجع خبراء علم النفس هذه الصفة في الرجل لافتقاده القدوة الذكورية، في أثناء فترة مراهقته، فالمراهق بحاجة عادة إلى التواصل الوجداني في تلك المرحلة مع أصدقائه المراهقين، ومع والده بالدرجة الأولى. وفي حالات كثيرة يكون غياب الأب من أهم أسباب توطّد العلاقة بين الأم وابنها، إذ تبدأ في استشارته في معظم الأمور كما يقوم بالأمر نفسه معها، ويتطور هذا الأمر إلى ارتباط يصعب التخلص منه بمرور السنين.

وعن أفضل طريقة للتعامل مع هذه النوعية من الأزواج، يقول الخبراء إن الزوجة التي تلاحظ أن زوجها يزور والدته كل يومين، يمكنها أن تقترح بهدوء أن تصبح الزيارة أسبوعية. وغالباً ما يقابل هذا الاقتراح باستياء من قبل الزوج، وهنا يمكن للزوجة طرح فكرة أهميتها كزوجة في حياة الرجل، من دون التقليل من أهمية الأم.

وغالباً ما تلاحظ الزوجة الارتباط المرضي لزوجها بوالدته، عندما تقوم بزيارتها معه، إذ تتحول الزوجة إلى شخصية غير مهمّة على الإطلاق، بمجرد دخول بيت الأم، وعادة ما يتسبب مثل هذا الموقف في توتر أعصاب الزوجة، وقد يؤدي إلى انفجارها بعد تلك الزيارة، لتبدأ رحلة الخلافات الزوجية الحامية.

وفي حال اكتشاف هذه الصفة في الرجل قبل الارتباط به، ينصح الخبراء بمواجهته بالأمور التي تزعج الزوجة. لكن ليس من السهل تغيير تلك الصفة مع رجل من هذا النوع، لإجباره على اتباع نظام معين في التعامل، كأن ترفض الزوجة غسل ملابس زوجها إذا لم يضعها في المكان المخصص للملابس المتسخة. ويمكن أن يؤدي هذا التصرف إلى تدريب الزوج على أداء مهامه في المنزل، وبالتالي يبدأ في الخروج من هيمنة الأم، ليقع تحت هيمنة الزوجة!

بقلم: عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.