أهم مفاتيح السعادة

كيف نشعر بالسعادة؟.. سؤال ربما يبحث الكثيرون عن إجابة عنه، على الرغم من أن هناك الكثير من الأبحاث العلمية التي أكدت وجود ارتباط وثيق بين السعادة والحالتين المادية والصحية. لكن السؤال عن “ماهية السعادة” لايزال يشغل بال معظم النساء والرجال؛ فهناك من يعتقد أن امتلاك ثروات مالية كبيرة هو “مفتاح السعادة” بلا منازع . لكن خبراء في علم النفس يرون أن المال لا يضمن لنا الشعور بالسعادة. وفي تحقيق نشرته جريدة “بيلد” الواسعة الانتشار في ألمانيا، أكد الخبراء أن السعادة ليست مجرد مشاعر يمكن الحصول عليها عبر مؤثرات ملموسة. ولكن السعادة الحقيقية تأتي من خلال الشعور بالثقة بالنفس، وعدم السقوط في “العدمية” والتشاؤم واليأس، حتى في أشدّ الأزمات التي يمرّ بها كل من الرجل والمرأة، وعندها يمكن أن يشعر كلاهما بالسعادة.

وحول الموضوع ذاته، قام باحثون أمريكيون من جامعة “مايو كلينيك” بدارسة حول سبل الوصول إلى السعادة. وتوصلوا إلى استنتاج مهم، وهو أن السعادة يمكن لكل شخص أن يزرعها في نفسه. فهناك ظروف معيشة بسيطة يمكن أن تجعلنا سعداء أكثر من الطرق التي نفكر بها، والقرارات التي نتّخذها. أما الأشخاص الذين يعيشون في أجواء من الرفاهية المطلقة، ويمارسون حياة خالية من الجهد والإرهاق، فذلك لا يعني أنهم يشعرون بالسعادة بصورة تلقائية، كما يظن الكثيرون.

إلا أن الشعور بالسعادة ليس صعب المنال، بل يمكن الوصول إليه بخطوات بسيطة، أهمها: أن ينعكس الشعور بالسعادة بشكل إيجابي على المحيط؛ ما يعني أن مخالطة السعداء يمكن أن تجعلنا نشعر بالسعادة. وهناك مثل شعبي مصري طريف يقول: “من جاور السعيد يسعد، ومن جاور الحدّاد ينكوي بناره”!

وللعلاقات الاجتماعية دور مهم في سعادتنا، فالتواصل الاجتماعي مهم في الحياة، وهو الذي ينقذنا من الشعور بالوحدة، فضلاً عن أن الخبراء النفسيين يرون أن دور العائلة والأصدقاء مهمّ جداً في أوقات المحن. كما يرى الكثيرون أن كل ما يمتلكونه في حياتهم هو أمر عادي، وعند التعرّض لحادث مأساوي، يتذكّرون الأشياء الجميلة في حياتهم. وهنا ينصح الخبراء النفسيون بضرورة التفكير في الأشياء التي يملكونها وتجعلهم سعداء، كما ينصحونهم بالنظر إلى النصف المملوء من الكأس.

ويؤكد الخبراء أن الأشخاص الذين يملكون أهدافاً أو طموحات معينة في حياتهم، هم أكثر سعادةً من أولئك الذين يعيشون حياتهم بلا هدف. فالقيام بأيّ مهمّة يعطي حياتهم معنى، ويزيد من الثقة بالنفس، والثقة هي أحد “أنواع” السعادة. وتقول جريدة “بيلد” إن العديد من الألمان أصبحوا يشعرون بسعادة بالغة منذ وصول اللاجئين السوريين وغيرهم إلى ألمانيا، فقد أصبح الكثيرون من الألمان يشعرون بالسعادة البادية على وجوههم، وهم يتطوعون لمساعدة اللاجئين. ويفسّر بعض هؤلاء الألمان سبب تلك السعادة بأنها نتيجة شعورهم بأنه “أصبح لديهم هدف في حياتهم”. وهو ما يؤكد أن الشعور بالسعادة يظهر عندما نبتعد عن التعلق بالمال والسلطة.

وتنصح “بيلد” بعدم الانشغال كثيراً بالبحث عن سبل السعادة، لأن البحث عن السعادة له تأثير سلبي في حياتنا، ولا يختلف كثيراً عن إدمان المخدرات، بدليل أن الإدمان على المخدرات ينطلق أصلاً من البحث عن السعادة. لكنها الطريقة الأسوأ في البحث، لأنها تؤدي إلى تدمير حياة الإنسان، بدلاً من إحساسه بالسعادة!

بقلم عبد الكريم بييروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.