• هل تزوج بالفعل امرأة تبدو أكبر من أمه؟ أو هل صحيح أنها تزوجت رجلاً في سن والدها؟ هو نوع من الأسئلة التي يسمعها الزوجان عندما يكون فارق السن بينهما كبيراً ، سواء أكانا من المشاهير ، أو من الأشخاص العاديين. وفي الوقت الذي يصعب فيه وضع قاعدة موحدة لنجاح العلاقات الزوجية ، أو تحديد فارق مقبول في السن ، يحاول الخبراء البحث في مزايا وعيوف فارق السن بين الأزواج.
وإذا نظرنا إلى الجانب الإيجابي لفارق السن الكبير، سنجد أن الطرف الأصغر سناً يريد أن يستفيد من الخبرة الحياتية للطرف الآخر الأكبر منه في السن، في حين أن الطرف الأصغر سناً يستطيع أن يعيد الشريك إلى عالم الشباب، على الأقل من حيث الاهتمامات والهوايات. ومن بين المزايا أيضاً أن الرجل عندما يرتبط بامرأة أصغر منه سناً يحرص على الاعتناء بنفسه ومظهره ورشاقته الجسدية، وكذلك تفعل المرأة التي تتزوّج رجلاً أصغر منها بربع قرن. لكن الأمر لا يخلو من مخاطر، فعندما يصل الرجل، أو المرأة، الأكبر سناً في العلاقة، إلى مرحلة معينة من الشيخوخة، تصبح مجاراة الشريك الأصغر سناً مسألة في غاية الصعوبة، فإذا كانت المرأة هي الأكبر سناً فهي ستشعر بمخاوف من أن ينصرف عنها الزوج، أو ينجذب إلى شابات أصغر منها. وكذلك في حال كان الزوج هو الأكبر في السن، لكن إصابته بهذه المخاوف تكون أقل، خصوصاً إذا كان يتمتع بوضع مادي جيّد يجعله أكثر شعوراً بالتوازن في العلاقة مع زوجته الشابة.
ويواجه الزوجان اللذان يكون فارق السن بينهما كبيراً تحدّيات قاسية من المجتمع، فالكثير من المجتمعات لديها تحفّظات بالنسبة إلى فارق السن، ولو بدرجات متفاوتة، وحسب تقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه؛ فارتباط فنانة عالمية مشهورة مثلاً بشاب أصغر منها بأكثر من عشر سنين، يثير تساؤلات حول ”هدف” هذا الشاب من هذه العلاقة، وما إذا كان طامعاً في الشهرة والمال. ومن بين التحدّيات في هذا النوع من العلاقات الزوجية، أن الطرف الأكبر في السن يحاول ”تربية” الطرف الآخر باعتباره الأكثر خبرةً في الحياة، وهنا تتحول العلاقة إلى ما يشبه علاقة ”الأب بابنته” أو ”الأم بابنها” ، فيشعر الطرف الأصغر بأنه ”الأقل قيمة” في هذه العلاقة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الفارق المثالي في السن بين الأزواج؟ … في الواقع لا توجد قاعدة واضحة في تحديد الفارق المقبول في السن بين الزوجين، لا سيما مع نجاح علاقات زوجية يكون الفارق العمري فيها كبيراً، وفشل علاقات تخلو من فارق السن، لكن بشكل عام يفضّل الخبراء انتماء الزوجين إلى الجيل نفسه، إذا اعتبرنا أن الفارق بين أبناء الجيل الواحد يجب ألاّ يتجاوز خمسة عشر عاماً.
من ناحية أخرى، لا تقابل العلاقات التي يكون فيها الرجل أكبر سناً، بهذا الكمّ من التشكيك في الكثير من المجتمعات، لكن ذلك لا يمنع أن شبهة الاستغلال أو الطمع في أموال الرجل قد تُطرح عندما يكون الفارق في سنوات العمر شاسعاً وغير منطقي. ولهذا التصوّر الذي يسود حتى المجتمعات الغربية، أسباب تاريخية، بدليل أن السؤال التقليدي الذي كان الأب يطرحه للمتقدم لطلب يد ابنته قبل مئة عام هو: “هل تستطيع الإنفاق عليها؟” وبالتالي فإن عنصر العمر وقتها لم تكن له أهمية كبرى. ومع مضيّ الزمن بدأت فكرة ارتباط الشابة الصغيرة برجل أكبر منها تثير أنواعاً من التساؤلات، واستغراب المجتمع، لكن ليس بالدرجة نفسها التي يثيرها ارتباط المرأة بشاب أصغر منها بعشرين عاماً، أو أكثر.
بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان
