البقاء … لفاروق أوهان

مثل شعبي أرى، من حولي الرجال يتساقطون، هم من حولي يهرمون، إنهم يمرضون، والمعارضون يسجنون، بعضهم أبطال يصارعون، وبعضهم خونة، وأشرار سيبقون، لكنهم يتهاوون، فينتهون.

أما أنا فلست مثل أنكيدو، على سريري أموت، بل مثل أوُخيل بطل السماء، أصارع سموم الداء، بلا دواء، علاجي في الماء، سرّ  الشفاء.

لا أريد أن أفنى، لا أقبل الموت بلا معنى، فالموت في ساحات المعارك بطولة، وفي ساحات التحرير رجولة، لا على أسرّة المرض، يكون الموت،

هذا أنا، وهذا هو عهدي، من أول الدهروعدي، أمالي بعيدة، وأحلامي سعيدة.

أصابعي خضر، تنبت الصخر، وتورق القهر، تعمل بصبر، لهذا أنا معمر لدهر، مثل شعبي والأمم حر، بينما هم يتهاوون، يهرمون، وينتهون. فمع كل مقاومة حرة، وإرادة شعبية، الخونة من غير الأبطال يتساقطون.

بقلم: فاروق أوهان
كاتب ومؤلف مسرحي عراقي راحل

 

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.