ظاهرة الحب البطيء

هل يدهشك ارتباط رجل شديد الجذابية بامرأة لا تعادله في الجاذبية ، أو زواج ملكة جمال برجل عادي جداً لا يلفت النظر؟ لقد حاول علماء النفس حل غموض هذا اللغز وخلصوا إلى أن حكاية “الحب البطيء” هي السبب وراء هذه الظاهرة.

كما أن ارتباط رجل جذاب بامرأة أقل جاذبية ، أو انجذاب امرأة رائعة الجمال إلى شخص يفتقر لأبسط معايير الوسامة والجاذبية، مسألة تثير استغراب الكثيرين ودهشتهم ، ويحاول الباحثون تفسيرها بطريقة واقعية وبشكل علمي.

فقد أجرى باحثون في جامعة أوستن الأمريكية دراسة طلبوا فيها من الطلاب الذكور تقييم درجة جاذبية زميلاتهم ، والعكس ، انطلاقاً من بداية الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي الأول. وكانت نتيجة التقييم متشابهة بشكل كبير في بداية الفصل الدراسي ، كما خضع الطلبة للاستطلاع نفسه بعد مرور ثلاثة اشهر ، لتظهر النتائج مختلفة تماماً. فبعض الطلاب الذين اتفق معظم زملائهم على جاذبيتهم في بداية الدراسة ، وقبل التواصل معهم شخصياً ، خرجوا من المنافسة ، لتحل محلهم أسماء لم تحصل على أي تأييد يذكر في الاستطلاع الأول.

وأوضحت خبيرة في علم النفس شاركت في هذه الدراسة ، في تصريحات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز قائلة: تتغير النظرة لشريك الحياة المحتمل ، مع مرور الوقت. فمع مرور الوقت يمكن أن تتغير نظرة الإنسان للشخص الذي يتعامل معه ، فالجذاب قد يفقد جاذبيته ، وصاحب الإطلالة المتواضعة قد يصبح أكثر الأشخاص جاذبية وجمالاً.

وخلص الباحثون إلى أن اختيار شريك الحياة المستقبلي يتغير بمرور الوقت ، إذ إن النظرة للجمال الخارجي يمكن أن تتغير جذرياً ، بعد اكتشاف حقيقة الشخصية ، الأمر الذي يعطي فرصة كبيرة للأشخاص الذين لا تنطبق عليهم معايير الجمال الشكلي.

وخلصت دراسة أخرى ، أجريت على مجموعة من الأزواج والزوجات من الذين يمتد زواجهم عبر سنوات طويلة ، أو العرسان المرتبطين حديثاً ، إلى أن الأزواج الذين ارتبطوا بعد التعارف مباشرة ، كانوا غالباً على الدرجة نفسها من الجاذبية. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذي طالبت فترة تعارفهم ، أو ارتبطوا بعلاقة صداقة تحولت إلى حب ، فكان هناك فرق واضح في درجة الجاذبية لديهم.

وما يؤكد صحة هذه الدراسات ، هو استطلاع للرأي شمل مجموعة من العازبين في الولايات المتحدة ، وأظهر أن 33 بالمئة من الرجال ، و 43 بالمئة من النساء ، وقعوا في حب شخص لم يكن جذاباً بالنسبة لهم من ناحية الشكل والمظهر.

ويطلق الخبراء على هذه الظاهرة تعبير “الحب البطيء” وهو وصف لهذه الحالة التي نلتقي فيها أشخاصاً لا يلفتنا جمالهم من النظرة الأولى ، ولكن نظرتنا لهم تتغير بعد اكتشاف جوانب من الجمال الداخلي الذي يتمتعون به. ويتوقع علماء النفس أن تنتشر فكرة “الحب البطيء” بشكل أوسع ، لا سيما مع تأخر سن الزواج بشكل عام ، مما يعطي مساحة لتطوير علاقات الصداقة إلى علاقات حب وزواج.

وهناك بعض العوامل التي تزيد فرصة الأشخاص “الأقل جاذبية” في العثور على الحب، وهي خفة الظل ، وحسن الحديث ، والهوايات المشتركة ، كما يشير استطلاع للرأي نشرته صحيفة ألمانية واسعة الانتشار.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.