كلمات ستيف جوبز الأخيرة

ستيف جوبز رجل عصامي أسس شركة أبل العملاقة المتخصصة في صنع الأجهزة الإلكترونية وهو غني عن التعريف. في هذه المقالة لن نسبر أغوار حياته الشخصية أو المهنية ، بل سنستعرض بعض أقواله التي ختم بها مشوار حياته عام 2011 إثر إصابته بمرض سرطان البنكرياس. على الرغم من أن كلماته الأخيرة على فراش الموت كانت عبارة Oh Wow التي رددها ثلاث مرات ، إلا أن كتاب سيرته الذاتية يحتوي على إضاءات عديدة ركزت على رؤيته حول معنى الحياة ، مع اقترابه من لحظاتها الأخيرة. يقول جوبز:

في عالم الأعمال بلغت ذروة النجاح ، وفي أعين الآخرين مثّلت حياتي لهم المعنى الحقيقي للنجاح. لكن بمعزل عن العمل ، لم تعرف حياتي سوى القليل من الفرحة. الثروة في النهاية هي مجرد حقيقة واقعية اعتدت عليها. أما في هذه اللحظة وبينما أرقد على فراش المرض أستذكر حياتي كلها ، وأدرك أن ما بلغته من شهرة وثروة ، وهما أمران أعتز بهما ، إلا أن معناهما ذبل في مواجهة حقيقة الموت المحتوم.

في الظلام ، أنظر إلى الأضواء الخضراء الوامضة من الأجهزة التي تبقيني على قيد الحياة ، وأسمع طنينها الميكانيكي ، وأشعر بـأنفاس إله الموت يقترب مني … الآن صرت أعرف ، أنه عندما نجمع ما يكفي من ثروة تكفينا لمدى الحياة ، علينا أن نسعى لتحقيق أمور أخرى لا علاقة لها بالثراء … أمور يجب أن تكون أكثر أهمية من ذلك: ربما علاقة ما أو شيء متعلّق بالفن ، أو ربما حلم لم تحققه من أيام الشباب … إن عدم التوقف عن السعي وراء جني الثروة سيحولك إلى إنسان “مطعّوج” على ذاته، مثلي.

لقد منحنا الله الحواس كي نتمكن بها من الشعور بالمحبة في قلب كل إنسان ، وليس لكي نشعر بالأوهام التي تنتجها الثروة. إن الثروة التي جمعتها في حياتي لا أستطيع أن آخذها معي. لكن ما أستطيع أن آخذه معي هو ذكريات المحبة. هذه هي الثروة الحقيقية التي ستلحق بك ، وسترافقك وتمنحك القوة والنور لكي تمضي. فالمحبة قادرة على أن تقطع آلاف الأميال … وليس للحياة حدود ، فاذهب حيثما أردت أن تذهب. وابلغ أعلى ما تريد ، لأن تحقيق ذلك كله هو داخل قلبك وفي يديك.

قل لي ما هو أغلى سرير في الدنيا؟ إنه سرير المرض … قد توظف سائقاً ليقود سيارتك ، أو شخصاً يجني لك مالاً ، لكن لا يمكنك أن توظف شخصاً يتحمل عنك المرض. الماديات إن فقدت يمكن أن تجدها ثانية. لكن هناك شيئاً واحداً لن تجده أبداً إذا ضاع منك ، هذا الشيء هو “الحياة”.

عندما يدخل الإنسان غرفة العمليات يدرك أن هناك كتاباً واحداً عليه أن يكمل قراءته ، هذا الكتاب هو “كتاب الحياة الصحية”. ففي أي مرحلة كنّا في حياتنا الآن ، سيأتي ذلك اليوم الذي نواجه فيه نزول الستارة. فاجعل من محبة عائلتك كنزاً ، أعط شريك حياتك وأصدقاءك المحبة ،واحسن معاملة نفسك واعتز بالآخرين.

بواسطة حسام مدقه

إعلامي حائز على شهادتي الليسانس في الأدب الإنكليزي وفي علوم الاتصال ووسائل التواصل والسينما. عمل مترجماً متفرغاً مع عدد من محطات التلفزة وشركات إنتاج مرموقة ببيروت وعواصم عربية أخرى meddaka.wordpress.com