أبي ، أعطني 50 ديناراً

• بعد عودته من دوام عمله الطويل، جلس الوالد إلى طاولة الطعام مع زوجته وابنه الوحيد. تناولت الأسرة الصغيرة طعام الغداء وانصرفت الزوجة تنقل ما تبقى من طعام إلى المطبخ.

اقترب الابن الصغير من والده وسأله عن الدخل الذي يكتسبه من عمله. فأجابه الأب بأن هذا الأمر ليس من شأن الأطفال وأنه يجب ألا يسأل هكذا أسئلة. لكن الإبن أصر وأعاد السؤال ليعرف كم يتقاضى والده أجراً في الساعة. وأمام إصرار ابنه أجاب الوالد بأنه يتقاضى مائة دينار في الساعة. نظر الإبن إلى الأرض وطلب من والده باستحياء شديد أن يقرضه خمسين ديناراً.

انتاب الوالد شيء من العصبية وقال لإبنه إذا كان سؤاله مرتبطاً بطلب المال لكي يشتري لعبة تافهة غير مفيدة فالأفضل له أن يدخل إلى غرفته ويبقى فيها لأنه لن يعطيه ما طلب من مال.

أصغ الإبن إلى أمر أبيه وذهب ليمكث في غرفته ، بينما جلس الأب مستاءً بعض الشيء وحده في غرفة الطعام ، ثم بدأ يراجع نفسه ويفكر بأنه ربما كان ابنه يحتاج إلى المال من أجل شيء آخر ، فذهب إلى غرفة ابنه ، دخل من الباب وكان ابنه ممداً على فراشه. أخرج الوالد خمسين ديناراً من جيبه وأعطاها لإبنه.

فرح الإبن ومد يده تحت وسادته وأخرج خمسين ديناراً وأضاف عليها المال الذي أعطاه إياه والده.

حنق الأب وسأل ابنه لماذا يطلب المال طالما أن معه ما يكفيه. أجاب الإبن قائلاً: إن المبلغ المتوفر معي لم يكن كافياً ، أما الآن وقد أصبح لديّ مائة دينار ، أستطيع أن أشتري منك ساعة لكي نذهب إلى الحديقة غداً ونلعب معاً.

لمن يكرس جل وقته للعمل منهمكاً في جمع المال ، فالنخصص وقتاً لأحبائنا وأهلنا وأقاربنا وأصدقائنا.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.