سر السعادة هو أن ؟

يحكي أن تاجراً كان لديه ابن يشكو من التعاسة ، وكي يُعلمه معنى السعادة ، أرسله إلى كبير الحكماء في ذلك الزمان ، ، وحين وصل إلى قصر الحكيم ، وجده قصراً فخماً وعظيماً وكبيرا من الخارج. وحين دخله سأل الحكيم: هل لك أن تخبرني بسر السعادة؟

رد الحكيم: ليس لدي وقت لأعلّمك هذا السر ، ولكن اخرج وتمشَ بين جنبات هذا القصر ثم عد بعد ساعتين. ووضع بين يديه ملعقة بها قليل من الزيت ثم قال: ارجع لي بهذه الملعقة واحرص على ألا يسقط منها الزيت …
خرج الشاب وطاف بكل نواحي القصر ثم رجع إلى الحكيم.

فسأله: هل رأيت حديقة القصر الجميلة المليئة بالورود؟
قال الشاب: لا !
فسأله: هل شاهدت مكتبة القصر وما فيها من كتب قيمة ؟
فرد الشاب: لا!
سأله الحكيم: وهل رأيت التحف الرائعة في نواحي القصر؟
أجاب الشاب: لا!
فسأله الحكيم: ما الذي منعك؟
أجاب الشاب: لأنني لم أرفع عيني عن ملعقة الزيت خشية أن تسقط مني ، فلم أر شيئاً مما كان حول القصر!
فقال له الحكيم: ارجع وشاهد كل ما أخبرتك عنه ثم عد إليّ.

فعل الشاب مثلما قال الحكيم ، فشاهد كل ذلك الجمال الذي فاته أول مرة ورجع إلى الحكيم بعدما انهى جولته.
فسأله الحكيم: قل لي ماذا رأيت؟

انطلق الشاب يروي ما رأه من جمال وهو منبهر وسعيد. فنظر الحكيم إلى ملعقة الزيت في يد الشاب فوجد أن الزيت قد سقط منها.
قال له: انظر بني … هذا هو سر السعادة! فنحن نعيش في هذه الدنيا وحولنا الكثير من نعم الله التي منّ علينا بها. لكننا نغفل عنها ولا نراها ولا نقدرها لإنشغالنا عنها بهمومنا وبصغائر هذه الدنيا. إن السعادة يا بني هي أن تُقدر النعم وتسعد بها ، وأن تنسى ما ألم بك من هموم ومشاكل مثل ملعقة الزيت هذه ، التي حين نسيتها وأمعنت نظرك في نعم الله ، سقط الزيت وعدت سعيداً!

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.