فلسفة الزواج

• يحتاج الرجل في حياته إلى ثلاث نساء … أم تلده وتعمل على تربيته ، وحبيبة تفتح قلبه للحياة. وزوجة تكمل … تربيته! أما المرأة فلا تحتاج إلى شيء سوى أن تعثر على عريس (إبن حلال) فإذا وجدت ذلك العريس بدأت تطلب … كل شيء!

والزواج رغم كل ذلك هو العادة البشرية الوحيدة التي استمرت منذ بدء الخليقة وحتى الآن. وستبقى الحياة الزوجية تمثل النظام الاجتماعي الوحيد الذي لم يتأثر بالفلسفات والنظريات الاشتراكية والرأسمالية والوجودية وغيرها لأن الله خلق الكون وفق نظام دقيق ومتوازن.

ولا شك في أن الزواج الشرعي طبعاً … هو النظام البشري الوحيد الذي يحفظ ذلك التوازن الدقيق للحياة والطبيعة. وأنا لست من هواة التفلسف والتنظير … والعياذ بالله ، ولكن هذه الحقيقة أدركتها بنفسي عندما قادتني الظروف إلى الزواج وأصبحت واحداً من ملايين الناس المتزوجين في هذا العالم. وبما أن الزواج (قسمة ونصيب) كما يقولون ، فلقد رضيت بنصيبي من هذه الناحية ، ورغم كل ما صادفني خلال عهدي بالزواج فإنني ولله الحمد مازلت حياً أرزق ، وإن كان رزقي كما تعرفون يذهب أولاً بأول للإنفاق على الحياة الزوجية ومتطلباتها الكثيرة التي لا تنتهي.

وعندما كنت صغيراً قبل عصر التلفزيون ، كنت من عشاق الأفلام العربية التي كانت تنتهي كلها ، وما تزال بزواج البطل من البطلة بعد حب يستمر ساعتين كاملتين يرفض خلالهما أهل العريس ، أو أهل العروس هذا الزواج بعبارات صارمة وحازمة من نوع “أنا قلت الجوازة دي مش ممكن تتم” … ومع ذلك تتم “الجوازة” في نهاية الفيلم ونخرج نحن المشاهدون من السينما وقد أسعدتنا النتيجة واطمأنينا على زواج البطل والبطلة حيث كنا نعتقد أن الزواج هو نهاية كل المشاكل في هذا العالم!

ولكن عندما تزوجت في الواقع اكتشفت أن الزواج السينمائي شيء مختلف تماماً عن الزواج الحقيقي، وأن الأفلام يجب أن تبدأ بزواج البطل والبطلة لا أن تنتهي بزواجهما ! وإنني أنا شخصياً كنتُ ضحية ساذجة للأفلام العربية وأنني (أستاهل) ما حدث لي نتيجة لذلك!

وأرجو ألا يفهم البعض أنني ضد مبدأ الزواج … فالحقيقة أنني أؤيد كل شخص يفكر في الإقدام على الزواج لكي يلمس بنفسه كل هذه الأمور ويدرك أخيراً أن الذي يده في نار الزواج ليس مثل الذي يده في ماء العزوبية! وعلى أية حال ، كما قلنا فأن الرجل يحتاج في حياته إلى زوجة تكمل تربيته ، وأنا بعد عشر سنوات من الزواج ، مكتمل التربية ولله الحمد ، ولا داعي لأن أكذب على أحد وأقول أنني …. سعيد …!!

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.