وفطامه في عامين

قال الله تعالى ” والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ” (٢٣٣) سورة البقرة.
نلاحظ من ناحية علمية بحثية أنه مع بداية السنة الثانية تبدأ قدارت الطفل تزداد في قدرته على استخدام يديه والإمساك بهما أو استخدام رجليه والوقوف عليهما ومن ثم المشي ، وكذلك قدرته على الكلام والنطق ولو بحروف صغيرة ، ومن هنا يبدأ الطفل محاولا أن يترك أمه قليلا ليجرب قدراته التي وهبه الله إياها ، وتكون الكلمة الأساسية عند الطفل في هذا العمر هي ، لا ، فإذا أرادت أمه أن تطعمه قال لا لأنه يريد أن يطعم نفسه وإذا أرادت أن تمسك يده لتمشيه قال لا ، لكي يمشي لوحده ومن هنا تبدأ عند الطفل مرحلة ثانية بعد مرحلة الاتصال والالتصاق بأمه في السنة الأولى من العمر وهي مرحلة الاستقلالية.

إن الطفل يريد أن يستقل عن أمه بما لديه من قدرات ولكن ليس بشكل نهائي كامل ولذلك تحدث مرحلة انتقالية بين مرحلة الاتصال في السنة الأولى ، ومرحلة الاستقلال في السنة الثانية بحيث إن الطفل يذهب إلى الغرفة المجاورة ليلعب ولكن تلاحظ أمه أنه يعود بين افينة والأخرى لغرفة أمه ليتأكد أنها موجودة فاستقلاليته قد بدأت بالتشكل ولكن ليس لدرجة أن يستقل تماما ، وهنا تبدأ مرحلة أن يأخذ الطفل قراره بأن يتدرب على التواليت والتحكم بالبول والتبرز وتبدأ رضاعة الطفل من أمه هنا بأن تقل ، لأن الرضاعة هي شكل من أشكال المرحلة الأولى (الاتصال) ويبدأ الطفل يأكل مع وجود الأسنان له وهي مرحلة الاستقلال فتكثر وجبات الأكل وتقل وجبات الرضاعة وتشكل هذه المرحلة بشكل سليم يساعد الطفل في المستقبل على تشكل استقلاليته وشخصيته وقدرته على اتخاذ قرار بنفسه يمكنه من الاعتماد على نفسه لوحده في المستقبل.

ويخطيء بعض الآباء والأمهات بأن يدمروا استقلالية ولدهم بمراقبته الشديدة والحرص الشديد عليه ، فيمنعونه من أن يمسك أي شيء حتى لو كان آمنا أو أن يغادر الغرفة حتى لو كان ذلك آمنا أو أن يتدرب أو يطور في نفسه أي شيء بحجة أن الطفل يمكن أن يؤذي نفسه ، وتخطيء بعد الأمهات بعدم مساعدة طفلها على الاستقلالية وذلك من خلال الإكثار من إرضاعه في السنة الثانية والاستمرار في أرضاعه حتى بعد السنة الثانية ، فكيف يمكن للطفل أن يستقل وهو ما زال في مرحلة السنة الأولى “الاتصال” وهو لصيق بأمه في الليل والنهار ويعتمد في طعامه على الرضاعة منها بشكل رئيس ، لذلك ينشأ لدى الأطفال الذين يفشل لديهم تطور الاستقلالية لأخطاء آبائهم وأمهاتهم واستمرارهم في الرضاعة بعد عمر سنتين ينشأ لديهم مرض الخجل “النفسي” ، فكل من هو مصاب بالخجل ويتلون وجهه بكل الألوان عندما تكلمه عنده مشكلة في هذه المرحلة وتؤثر على شخصيته وتلازمه مدى حياته.

يضاف إلى ذلك أن الرضاعة بعد سنتين خصوصا في الليل سيؤدي إلى تكاثر البكتيريا في الأسنان والتي تساهم في حدوث تسوس وتآكل واسوداد في الأسنان بشكل كبير فتتأثر أسنان الطفل نتيجة لذلك ، ولذلك جعل الله تعالى من حكمته اكتمال الرضاعة بحولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة.

بقلم د. جميل القدسي

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.