العرق دساس !

• يُحكى أن في قديم الزمان تزوج رجل بامرأة جميلة. في صباح اليوم التالي من زواجهما اجتمعا حول مائدة الطعام مع أمه. فقدّم الرجل صحن الطعام الكبير لزوجته ، وأولاها اهتماماً كبيراً كونها عروس جديدة ، بينما قدّم لأمه شيئاً بسيطاً من الطعام ولم يهتم لشأنها. لاحظت الزوجة ما فعل زوجها وكانت امرأة حكيمة وأصيلة ذات حسب ونسب فقالت له طلّقني الآن … توسّل إليها الرجل أن تتراجع عن قرارها وسألها عن سبب رغبتها المفاجئة في الطلاق. قالت له إن العرق دساس ولا أريد أن أنجب منك أولاداً أهان منهم هكذا إهانة.
 
من المؤسف أن بعض النساء عندما يفضلّهن أزواجهن على أمهاتهم يعتقدن أنهن انتصرن ، وسيكونن مرتاحات البال ، ويتناسين أنه الدنيا دوارة وكما تدين تدان … ومن المؤسف أيضاً أن بعض الرجال ينسى أنه أتى من رحم امرأة اعتنت به وسهرت على راحته ولا يبر بهن ولا يكون لهم فيهن خيراً. رضخ الزوج لطلب عروسه الجديدة وتطلٌقت ورزقها الله سبحانه وتعالى زوجاً باراً بأمه.
مرت السنوات وأنجبت السيدة خلالها أولاداً من زوجها الجديد. وفي يوم كانت راحلة على ظهر ناقة ، وكان أولادها يعتنون بالهودج الذي يحمل أمهم حتى لا يتمايل بها أو يزعجها. وفي الطريق شاهدت السيدة قافلةً تمشي وخلفها رجل كبير في السن حافي القدمين لا أحد يهتم لأمره. فقالت لأولادها إئتوني بهذا الرجل ، فإذا به زوجها السابق ، فسألته ، هل عرفتني؟ قال لا ، قالت أنا زوجتك السابقة. وذكرته تقول ألم أقل لك إن العرق دساس وكما تدين تدان؟ انظر إلى أولادي كيف يعتنون بي ويعاملونني أحسن معاملة ، وانظر إلى حالك … أين أولادك؟ لأنك أهنت أمك فكان هذا جزاؤك. عندها قالت لأولادها اعتنوا به قربة إلى الله تعالى. ومضت القافلة تسير حتى يومنا هذا وللأسف هناك من لا يزال يكرر بدايات هذه القصة.
[منقول بعد تنقيحه بالفصحى]

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.