مدينة الأغنيات

يا مولاتي لقد مات صمت أنفاسك داخل أعماقي ليتكلم عبير شذاك بعد أول حنين لعناقي ، و تكاثر الحب الحميم من زفير أشواقي فأرسلت قبلاتي لعلها تخبرك بالنبضات. حينها علا شهيق السرير على صوت لوعاتي فأعلنت على شطآن شفتيها عصي الممات.

تشاجر فؤادها وعقلها حول فلسفة الحب فسلبوني حياتي ، عندها سمعت همسات الشموع وهي تناجي نور جبينها العالي كي تسدل شعرها فوق عنقي لألتمس بذلك غفران ذلاتي. من خلال ملامح السلام على جسدها أرى الأمنيات للتضطرب آهاتي و ينسكب الزيت من اللحظَات. كل النساء ديار حزينة ، جوفهن امتلأ من الحسرات فكل منهن تهوى أن تغرق ببحر كلماتي ، وفجأة أتاني صوت إحداهن منادايا: إلى لقاء آتي ، لتمر بسرعة لحظاتي و تكثر خليلاتي. هل كان حبي لها منذُ زمن ، مثيرا للشبهات؟؟

تساقط الغيث من الخجل الذي ارتسم فوق شفتيها ليتوجني سيد السادات فلولا عاصفة حبها لما أطلقت ندائاتي ليثور عطر جبينها كي أقطع مسافاتي. هل تسامحني نظرات عيناها و قد غلبت عليّ كل النزوات؟

صرخ صوت الضمير ليوقظني من الترهات و بأمر جلست أمام مجلسه متهما بنقض العادات قلت: أليس لي الحق في أن أُدافع عن علاتي فقراصنة هذا الزمن سرقوا كل الجميلات و خطفوا من كتب العشق الأسلحة و القراءات؟

ماذا أفعل؟ فصوتها أنعش صلب حكاياتي و لم يبق لي في أرض العذراوات إلا حلا لاختياراتي ، فلم أستطع ترويض البشر لكثرة التناقضات. هل هناك من يمنع الشاعر أن يحلُم بالملكات ويسمع صدى صوتهن داخل مدينة الأغنيات؟ دعني أقول لك يا سيدي: إنه عصر الانقلابات لكثُرة السحب السوداء فوق نسيم الصباحات فأركض في ذكرياتي ليسرع نبض اعترافاتي و تكون رواية تاريخها الجنوني حلم لكل الاجتياحات.

بواسطة إيلي وسوف

كاتب وشاعر ومهندس سوري