الجاذبية الحقيقية للمرأة

لا ترتبط جاذبية المرأة بجمالها فقط، بل بذكائها ودرجة حبها، وقوة شخصيتها، وثقتها بنفسها. وكان الاعتقاد السائد أن خفّة روح المرأة تساهم في زيادة جاذبيتها، وأن الرجل يميل بطبعه إلى المرأة المرحة.. إلا أن دراسة حديثة نفت هذا الاعتقاد، وأثبتت العكس. فإذا كانت المرأة تميل إلى الرجل الذي يمتلك حس الدعابة وخفّة الظل، فإن الرجل ينفر من المرأة التي تروي النكات وتبدو مرحة «فوق العادة» في تصرفاتها، ويفضل معظم الرجال المرأة الرصينة في حديثها وتصرّفاتها. وقد أثبتت دراسة علمية أن المرأة التي تملك القدرة على جذب الرجال، ليست تلك التي تتمتع بخفّة الدم ، فهناك اختلاف بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بالمداعبة والنكت. فالرجل يستخدم الفكاهة لقياس ما إذا كانت المرأة ترغب في دخول علاقة معه أم لا، وتعتبر الفكاهة بالنسبة إلى الرجال استراتيجية أساسية للحصول على قلب أيّ فتاة. ويختلف الرجال حول صفات المرأة التي يفضّلون الارتباط بها، ذلك أن 90 في المئة من الرجال يفضلون المرأة القوية والجريئة وصاحبة الشخصية المؤثرة، وفي الوقت ذاته يستغلون المرأة الطيبة والضعيفة.

وأجريت دراسة شملت أكثر من ألف رجل من فئات عمرية مختلفة، حول صفات وخصائص المرأة التي يفضّلونها ويرغبون في الارتباط بها، فجاءت الإجابات في مجملها تفضل المرأة القوية المؤثرة والذكية، وهو ما يعطي تفسيراً بأن المرأة التي تجمع بين قوة الشخصية والرقّة في آن واحد، هي التي تجذب الرجال إليها أكثر من تلك التي تزعج مَنْ حولها، ولا تجيد فنون العلاقات الاجتماعية. ولكن هل المرأة القوية الجريئة يحبّها الرجل، إلى درجة أن يختارها شريكة لحياته؟ جاءت الأجوبة عن هذا السؤال لتشير إلى أن قوة الشخصية، ووصول المرأة إلى منصب مرموق في عملها، قد يثيران مخاوف الرجل ويمنعانه من الارتباط بها، لأنه يرى أن في ذلك تحدياً لرجولته، إلا أن امرأة من هذا النوع تظل أفضل من تلك التي تعتبر “سهلة المنال” ، فالرجل يحب المرأة القادرة على التحكّم في رغباتها، وتتمتّع بقدر من الذكاء.

وقد توصّلت عِدة دراسات أخرى، إلى أن الرجال يفضّلون المرأة ذات الملامح الأنثوية الرقيقة ليقترنوا بها، وينفرون من المرأة التي تحمل بعض الملامح الرجولية، أو الجادة، ما يفقدها الكثير من أنوثتها. وبالتالي فإن المرأة «المثالية» هي التي تجمع بين الطيبة والقوة والنعومة، بشرط ألا تكون ساذجة، وتعرف ما تريد، ولا تسمح لأحد بأن يستغل مشاعرها.

لكن النتائج التي توصّلت إليها الدراسة ليست دقيقة، لأن الصفات التي يفضلها الرجل في المرأة ترجع إلى شخصية الرجل نفسه، فهناك من يفضّل المرأة الذكية القوية ذات الشخصية المؤثرة، والتي تتحمّل المسؤولية، وهناك مَنْ يرى أن المرأة الهادئة والمطيعة هي الأفضل لتكون شريكة حياته، وحبذا لو كانت المرأة ذات شخصية قوية، وتتمتّع بالأنوثة والرقة مع القدرة على احتواء الرجل، فهي المرأة الأفضل التي يبحث عنها كل رجل. كما أن مظهر المرأة يجذب الرجال إليها في البداية، لكن صفاتها هي التي تؤثر في استمرار العلاقة، أو فشلها، فالمرأة هي أساس العلاقة الزوجية، وهي التي تحدّد إمكانية نجاحها أو فشلها. فالرجل يحب المرأة العفوية التي تتصرّف على طبيعتها من دون تصنّع أو تكلّف، كما أنه يفضّل المرأة القنوعة والإيجابية التي تحوّل المشكلة إلى فرصة لتجديد الحياة. وعموماً فإن الرجال لا يحبون المرأة القاسية التي لا تؤمن بالرومانسية، ويفضلون أن تكون رومانسيتها معتدلة ومن دون إفراط أو تكلّف.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.