الزواج أهم من الحب

• يختلف تفكير الرجل ونظرته للمرأة عندما يتعلق الأمر بالزواج، حيث يتم الاختيار بالعقل والمنطق، وليس بالمشاعر والعواطف وخفقان القلب. وقد توصّلت دراسة أجرتها جامعة برينستون الأمريكية إلى أن الزواج بين رجل وامرأة يمكن أن يتمّ من دون الوقوع في الحب، ولكن اللافت في الأمر هو أن 25 بالمئة من رجال العالم يمكن أن يقبلوا الزواج بنساء لا ينجذبون إليهن عاطفياً.

وكشفت الدراسة التي أُجريت عبر الإنترنت على نحو 6000 عيّنة من مختلف الجنسيات، أن الرجل هو أكثر حاجة إلى الاستقرار العاطفي من المرأة التي “تنضج” عاطفياً بشكل أسرع من الرجل الذي يشعر في طفولته بالاستقرار بوجوده قرب أمّه، ويستمر هذا معه هذا الشعور إلى أن يصبح شاباً، وينفصل عن أمّه، ليحتاج إلى زوجة يشعر معها بذلك الاستقرار. وكشفت الدراسة أن 52 بالمئة من الرجال يتنازلون عن المطالب المشدّدة من أجل الزواج، في مقابل 47 بالمئة من النساء، فالمرأة يمكن أن تتنازل عن فكرة الرومانسية المطلقة وفارس الأحلام، ولكنها لا تتنازل عن تفاصيل صغيرة في الحياة، بينما قد يتنازل الرجل عن أمرٍ مهمّ وهو الانجذاب الحميم إلى المرأة، على الرغم من أنه على رأس أولوياته الطبيعية.

ومن الأسباب التي تجعل بعض النساء والرجال يتزوجون من دون الوقوع في الحب هو البحث عن الزواج فقط من أجل الرفقة والعيش المشترك، تاركين الحب والرومانسية في المقام الأخير، على أساس أن وجود الحب والتفاهم التام بين الرجل والمرأة من الأمور التي يصعب تحقيقها، أو يمكن تحقيقها بالمعايشة بمضيّ الوقت.

كما يرغب بعض الرجال في الزواج من باب “تلبية الاحتياجات اليومية”، وتدبير الشؤون المنزلية، مثل تحضير الطعام وغسل الملابس، والاهتمام بالأمور التي تتعلق بالنظافة والترتيب المنزلي، حيث أكّدت الدراسة أن 72 بالمئة من الرجال، على مستوى العالم، لا يجيدون غسل ثيابهم وطريقة كيّها. ويمكن القول إن الاستقرار النفسي والعاطفي هو الذي يجعل نسبة كبيرة من الرجال يعقدون العزم على الارتباط، لمجرّد الشعور بالأمان النفسي عندما يعود أحدهم إلى البيت وهو يعلم أن هناك من ينتظره بابتسامة، وما إلى ذلك من أمور تريحه نفسياً بعد يوم عمل طويل وشاق.

وتختلف الأمور التي يفكر بها الرجال والتي تجعلهم يُقبلون على الزواج، حسب وضع الرجل المادي والاجتماعي، إضافة إلى العمر، فكل فئة من هؤلاء تحتاج إلى تحقيق أهداف معينة من الزواج، وهو ما قد يجعل بعضهم يضحّي بمشاعر الألفة والحب من أجل تلك الأهداف، وهذا النوع من الزواج يكثر مع التقدّم في العمر، وحاجة الرجل، أو المرأة ، إلى الزواج مقابل التنازل عن أمور أساسية كمشاعر الحب والمودّة، من أجل تكوين أسرة مستقرّة، فالتقدّم في العمر يشكّل هاجساً للعديد من الرجال والنساء، لذلك فهو من الحوافز القويّة للإقدام على الزواج، فيخشى كلا الجنسين التقدم في العمر من غير إنسان يشاركه حياته وتفاصيلها، كما أن شبح العنوسة بالنسبة إلى المرأة أو رفض العريس من قبل أهل العروس يدفعان الاثنين إلى التفكير في الارتباط قبل فوات الأوان، معتمدين على إمكانية التعوّد والعشرة عبر السنين، حيث لا بد من الشعور بنوع من الحب العقلاني!

كما أن الزواج بلا حب له إيجابياته أيضاً، ذلك أن تغليب الجانب العقلي على العواطف يساعد على اختيار الشريك المناسب اجتماعياً، مع التكافؤ في النسب بين أهل العريس والعروس.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.