■ يُحكى أن رجلاً وامرأة كانا متزوجين لأكثر من ستين عاماً. تشاركا خلالها كل شيء ، تحدثا معاً عن كل شيء ، ولم يخفيا سراً واحداً عن بعضهما البعض ، إلا أن الزوجة أخفت علبة أحذية في أعلى خزانة ملابسها وحذّرت زوجها ألا يفتح تلك العلبة أبداً وأن لا يسألها عن محتويات العلبة. إلى أن أتى يوم ما …
منذ سنين ولم يفكر الزوج بتاتاً في أمر تلك العلبة ، لكن زوجته شعرت بالمرض الشديد في يوم من الأيام ، وأخبره الطبيب أن زوجته لن تتعافى من مرضها.
خطر ببال الزوج العجوز أنه ربما حان الوقت ليقيم كل منهما علاقتهما الزوجية ، وأن يطلّع على محتويات تلك العلبة الغامضة التي نهته زوجته عن فتحها. فما كان منه إلا أن أنزل العلبة من خزانة زوجته وجلس بجوارها على السرير. قالت له الزوجة إن الوقت حان لكي يعرف ما يوجد في تلك العلبة أخيراً.
متدت يد الزوج العجوز إلى العلبة وفتحت الغطاء وهي ترتجف ببطء ، لتكشف عن دميتين تمت حياكتهما من الصوف ، بالإضافة إلى رزمة من المال تبين بعد أن عدها أنها 95 ألف جنيه استرليني
سأل الزوج العجوز زوجته عن محتويات العلبة فأجابته بأن جدتها قالت لها قبل أن تتزوج “بنيتي : إن سر السعادة الزوجية يكمن في عدم مجادلة زوجك في أي شيء إطلاقاً.” وأردفت الزوجة تقول: وعلّمتني جدتي أنه عندما أشعر بالغضب من زوجي، فعلي أن ألتزم الصمت وأن أحيك دمية من الصوف.
تأثر الزوج العجوز بكلام زوجته كثيراً وراح يقاوم الدموع كيلا تنهمر من عينيه. قال في نفسه إنه لم يكن في علبة الأحذية سوى دميتين فقط ، أي أن زوجتي لم تغضب مني طوال هذه السنين إلا مرتين ، وإن هي غادرت إلى الحياة الآخرة فستذهب راضية عني، عندها غمره سعادة كبيرة وشعر بأن علاقتهما كانت من أجمل العلاقات الزوجية الناجحة.
ثم سأل الزوج العجوز زوجته قائلاً: شريكة حياتي ، لقد شرحت لي أمر هاتين الدميتين ، أما هذا المال فمن أين أتى؟ أجابته الزوجة وقالت: نعم ، هذا المال هو ما جنيته من بيع الدمى التي حكتها.
إعداد وترجمة: حسام مدقه
