مؤهلات !

• أكبر دليل على أن السياسة أقل شأنا من الفن هو أن الفنان الفاشل يمكن أن يصبح زعيما سياسيا ولكن السياسي لا يستطيع أن يتحول إلى فنان قدير! ويؤكد التاريخ هذه النظرية. فالزعيم النازي أدولف هتلر حاول في بداية حياته أن يصبح رساماً مشهوراً وعندما فشل في تحقيق تلك الأمنية أخذ يعمل في السياسة ونجح في الوصول إلى قمة السلطة بسرعة عجيبة ثم أقحم بلاده والعالم في حرب عالمية راح ضحيتها ملايين البشر الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو أن هتلر نجح في مجال الفن وكفى العالم شرور الحرب والدمار.

والزعيم الأوغندي السابق عيد أمين الذي كان يهوى “فنون” الملاكمة ، لم يستطع أن يفوز بلقب بطل العالم في الملاكمة فاتجه إلى السياسة ليمارس هوايته الأولى ويخترع أسلوب الملاكمات السياسية التي انتهت بخسارته بالضربة القاضية الفنية!

أما رونالد ريغان، الممثل السينمائي الأميركي الذي فشل في منافسة المرحوم “جون واين” في بطولة أفلام “الكاوبوي” فقد نجح في السياسة ووصل إلى أعلى المراكز واصبح رئيساً لأكبر دولة في العالم.

وهكذا فإن الفاشلين في ميادين الفن يمكن أن ينجحوا في السياسة ولكننا لم نسمع أن سياسيا استطاع أن يتحول إلى فنان أبداً. وهذا يؤكد طبعاً أن الفن أصعب من السياسة وأرقى منها بكثير، حتى بالنسبة للناس العاديين نجد أن كل الرجال والنساء يتقنون فنون الكذب والنفاق والدجل وغيرها من “المؤهلات” المطلوبة في عالم السياسة ، ولكن عدداً قليلاً فقط هم الذين يتقنون الرسم والشعر والأدب والتمثيل!

وهناك قلة ضئيلة من الذين استطاعوا أن يجمعوا بين الفن والسياسة وأنا واحد من هؤلاء. بدليل أنني فشلت في زواجي الأول وهذا يعني أنني فنان، لأن الفن والزواج لا يجتمعان معاً … ثم تزوجت مرة ثانية، وهذا يعني أنني سياسي لأنني مصر على إزعاج الآخرين.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.