حكم النسوان

• ليس صحيحاً أن المرأة تميل إلى الهدوء والسلام أكثر من الرجل ، فلقد كشف التاريخ القديم والحديث الوجه الحقيقي للمرأة خصوصاً عندما تصل إلى قمة السلطة وتمسك بزمام الحكم في بلادها حيث تنقلب النساء إلى مخلوقات جبارة لا تعرف الليونة والمرونة في تسيير أمور البلاد والعباد!

والدليل على ذلك أن حكم النساء يتميز دائماً بالحروب والقتل والدمار منذ عهد كليوبترا في مصر الفرعونية ، إلى عهد شجرة الدر في مصر زمن المماليك، مروراً بعهد “كاترين” في روسيا القيصرية و “فكتوريا” في بريطانيا الملكية ، إلى عهد “غولدا مائير”و “أنديرا غاندي” و “مارجريت تاتشر” وغيرهن في العصر الحديث!

فجميع هؤلاء النساء يتميزن بالصلابة والقوة وبصورة لم يتوصل إليها أي رجل في التاريخ. ففي عهد “شجرة الدر” مثلاً كانت مصر تخوض حرباَ ضد الحملات الصليبية ومع ذلك كانت هذه الملكة تتزوج وتقتل زوجها. أما ملكة روسيا “كاترين” فقد احتلت جيوشها نصف العالم آنذاك. وكذلك شهدت الإمبراطورية البريطانية أوج مجدها وجبروتها في عهد “فيكتوريا” التي بقيت في الحكم أكثر من ستين عاماً بالتمام والكمال!

وفي العصر الحديث، كانت “غولدا مائير” تحكم إسرائيل خلال حرب 1973 وهي المرأة التي قال عنها “بن غوريون” عندما كانت وزيرة خارجيته (إنها الرجل الوحيد في الحكومة). كما أن “أنديرا غاندي” هي التي قادت بلادها في حرب ضد باكستان وتمكنت من الانتصار وتفكيك باكستان إلى دولتين. وعندما وقعت بريطانيا في مشاكل البطالة والإفلاس والاضرابات لم يجد الإنجليزي غير المرأة الحديدية “مارغريت تاتشر” لإنقاذهم من “ميوعة” حكم الرجال! وهذا ما يكشفه التاريخ على الأقل بالنسبة للنساء اللواتي وصلن إلى قمة السلطة والحكم في بلادهن … ولكن هذا لا يعني أن المرأة تصبح قوية عندما تصل إلى الحكم فقط.

فالمرأة أصلاً أقوى من الرجال في كل الحالات، وخصوصاً عندما تصبح زوجة لتمارس الحكم على الرجل المسكين الذي يقع في قبضتها وهو الذي كان يعتقد طوال حياته (قبل الزواج) أن الرجل أقوى المخلوقات إلى أن يسقط في المصيدة ويكتشف قوة المرأة وقدرتها على التحكم والسيطرة والاستبداد!

أما ما يقوله الشعراء عن نعومة المرأة وحنانها ودموعها وضعفها فهو صحيح أيضاً. ولكن كل هذه العواطف الرقيقة تتحلى بها المرأة قبل أن تتزوج أو أن تصبح رئيسة دولة … فعندما تصل إلى هذين الهدفين تتخلص المرأة من عواطفها الرقيقة لتخوض الحروب الشرسة عندما تصبح رئيسة أو ملكة ، أو تجعل من الرجل لعبتها المفضلة عندما يرزقها الله بعريس الغفلة.

بقلم عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.