مصر ما بين المهندس وراضي

بقلم | أحمد السماحي

كان موسيقارنا الكبير كمال الطويل يحاول جاهداً فى كل ألحانه أن يجعل اللحن بطلاً ، اللحن أولا ثم الصوت ، رغم روعة الأصوات التي كانت موجودة فى عصره ، والتي لحن لها، لكن كان أهم شيء عنده هو اللحن ، ولم يكن هناك فرقاً أبداً في الصوت الذي سوف يغني له اللحن.

فى عام 1975 خطف قلوب مصر ووجدانهم بلحنه البديع “طيب يا صبر طيب” للفنان الكبير عبد المنعم مدبولي ، الذي قام بأدائه في فيلم “مولد يا دنيا”. نجح اللحن جداً وأبكى مصر كلها وقتها ، وبسبب نجاح هذا اللحن أصبح الطويل قبلة نجوم التمثيل الذين يريدون الغناء ، ففي عام 1976 أنتج الفنان الكبير فؤاد المهندس فيلمه “فيفا زلاطة” الذي قام ببطولته مع شويكار وسمير غانم وجمال إسماعيل وفاروق فلوكس وغيرهم.

ونظراً لنجاح لحن “طيب يا صبر طيب” فقد ذهب المهندس للموسيقار كمال الطويل وطلب منه لحناً لفيلمه الجديد ، وبالفعل وضع الطويل له لحن “مصر هى أمي” كلمات الشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد ونجح اللحن ، لكن نجاحه جاء متوسطاً ، وليس بحجم نجاح “طيب يا صبر طيب” ، ربما لأن الفيلم نفسه لم يحقق نجاح فيلم “مولد يا دنيا” ، رغم عذوبة وجمال لحن وكلمات “مصر هى أمي” وأداء فؤاد المهندس الرائع.

فى عام 1980 كانت المطربة الكبيرة عفاف راضي تتمنى أن تغني لحناً جديداً للموسيقار كمال الطويل بعد أغنيتهما الوطنية الأولى “الباقي هو الشعب” ، كلمات الشاعر الغنائي سيد حجاب.

ونظراً لحماس الطويل لصوت عفاف راضي بدأ يلحن لها ، لكنه لم يكن راضياً عن كل ما يلحنه ، وفجأة تذكر لحنه القديم “مصر هى أمي” الذي قام بغنائه فؤاد المهندس ، وطلب من عفاف راضي أن تعيد غنائه مرة ثانية ، واتصل بالشاعر عبد الوهاب محمد وطلب منه تغيير وحذف بعض الكلمات من الأغنية وإضافة كلمات أخرى لتتناسب مع رقة عفاف راضي ، وبالفعل قام عبد الوهاب محمد بحذف كلمة عشة وجعلها ضلة فى جملة (ضله جنب نيلها تسوى ألف قصر)، وأضاف كوبليه كاملاً لم يكن موجوداً فى اللحن الأول الذي يبدأ بهذه الجملة “يا أرض المحبه يا غاليه يا مصر” وغيرها من الكلمات.

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.