تغريدات الرجل الشرقي

يهتم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بموضوع شخصية الرجل الشرقي والصفات التي يتسم بها وطريقته في التعامل مع المرأة، من خلال طبيعة ونوعية التغريدات التي ينشرها على تويتر وفيسبوك وغيرها من المواقع الإلكترونية، التي أصبحت من أدوات التعبير عن الأفكار والمشاعر الرومانسية، كما تكشف بوضوح وصدق عن الصفات الإيجابية والسلبية في شخصية الرجل الشرقي. ومن آراء بعضهم أن شخصية الرجل الشرقي تميل إلى إظهار قدر كبير من حب السيطرة، وهي التي تقود تصرفاته حين يتدخّل في كل صغيرة وكبيرة. في حين يرى آخرون أن الرجل الشرقي يصعب عليه الاعتراف بأخطائه، ويرفض هذا الاعتراف، لأنه يرى في ذلك انتقاصاً من رجولته وموقعه داخل العائلة، سواء كان أعزب أو متزوجاً، وخصوصاً إذا كان في بداية حياته الزوجية.

لكن هناك من يرى أن أكثر الأشياء المثيرة للجدل في شخصية الرجل الشرقي، أنه لا يرى عيباً في شخصيته التي لا تخلو من الازدواجية والتناقض؛ حين يبيح لنفسه ما يحرّمه على غيره من الأصدقاء خارج نطاق العائلة، ومن الزوجة والأبناء داخل الأسرة التي يتولى رعايتها … على الطريقة الشرقية، كما كان يفعل الآباء والأجداد. وتشير بعض التغريدات بوضوح إلى أن من مميّزات الرجل الشرقي اعتزازه بصفات الشجاعة والشهامة والنخوة ، حيث من المستحيل أن يرى أحداً في مأزق ، أو يواجه مشكلة ، ولا يسانده أو يقف إلى جواره. وبنوع خاص إذا كان هذا الشخص امرأة تربطه بها علاقة ما ، أو لا تربطه بها أيّ علاقة أصلاً ؛ فالرجل الشرقي يعتزّ كثيراً بالهيبة الشخصية ، والكرامة ، وهما من الصفات التي تتفهّمها المرأة الشرقية ، على العكس من المرأة في المجتمعات الغربية، حيث يتنافس الرجال والنساء في مسألة الهيبة وقوة الشخصية، باعتبار أن السيطرة مسألة تتعلق بقوة الشخصية التي تدعمها القوة المادية ، ومن يملك يتفوّق في هاتين الصفتين وتكون له السيطرة والهيبة … والقيادة.

ومن الواضح أن تغريدات الرجل الشرقي لا تخلو من الغرور أحياناً ، وهو غرور لا يستند إلى واقع. وغالباً ما يظهر هذا الغرور في علاقة الرجل الشرقي بالمرأة التي ترى في المقابل أن نظرة الرجل الشرقي إليها خاطئة في أغلب الأحيان ، وتستند إلى أوهام غير واقعية في أحيان كثيرة ، لأن معظم الرجال الشرقيين ينظرون إلى وجه المرأة وجسدها قبل أي شيء آخر ، ومن النادر جداً تقييم المرأة من خلال عقلها وروحها وصفاتها الحلوة الأخرى التي تتمتع بها دون غيرها من النساء. ولا تزال هذه النظرة تغيظ المرأة الشرقية، التي تريد من الرجل أن يتعامل مع عقلها وذكائها ، وألا يكون التعامل محصوراً في النظرة الجسدية والمقوّمات الأنثوية.

وقد علّقت إحدى المغرّدات قائلة إن الرجل لا يثق بالمرأة ، ويتسلط عليها ، ويتدخل في شؤونها ، ويعاقبها تحت مسمّيات الغيرة والرجولة والمفاهيم السائدة عن معنى الرجولة في المجتمعات الشرقية ، والقيم المتوارثة حول الشهامة والمروءة والكرم ، والمودّة والرحمة. والمؤسف أن وسائل الإعلام والمسلسلات التلفزيونية ، وأفلام السينما ، ما تزال تركّز على الصفات التقليدية للرجل الشرقي ، أكثر من تركيزها على الجوانب الإيجابية في شخصيته ؛ فما تزال المجتمعات الشرقية ذكورية إلى حدّ بعيد ، وكل مفاتيح السلطة في يد الرجل الذي يعمل على إبقاء المرأة في الظل ، وأن تكون تابعة له وتحت سلطته المطلقة. أما الرجل في مجتمعات الغرب فهو يخضع لقواعد أخرى في تعامله مع المرأة ؛ انطلاقاً من المكوّنات الثقافية الغربية المختلفة كلياً عن موروثات الثقافة الشرقية.

عبد الكريم بيروتي
كلام نسوان

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.