بنات والشيشة مُره

أن تنتشر ظاهرة التدخين في المجتمع و تتفاقم بين الرجال فهذا أمر اعتادت أعيننا النظر إليه في المُجتمع العربي بصرف النظر عن مخاطر ومساوئ التدخين بوجه عام. ومع ذلك نحن لا نقف مكتوفي الأيدي ونندد بالمخاطر السيئة التي تُدمر الصحة وتُصيبها بالهلاك المُبكر بالإضافة إلى الأثر الاقتصادي الذي يتسبب في عجز مادي لشاربها وأسرته كما أنها بمثابة الخطوة الأولى لدى البعض لسلوكه طريق الإدمان فهي نقطة البداية.

فاض الكيل بالحديث عن تلك النقطة وانتشارها وهناك من يستمع للكلمات الواقعة على مسامعه ويُحسن تصرفة بالتراجع والإقلاع وهناك من يضرب بتلك الكلمات عرض الحائط، لكن أن تصبح تلك الظاهرة أمرًا طبيعيًّا بين الإناث؟ فأي الكلمات يجب أن تُقال؟ ما الكلمات المُترجمة لفتاة ترتاد المقهى وتجلس مُمسكة بيدها “سيجارًا” و أخرى معها تُدخن “الشيشة” الأرجيلة؟
ما الذي أدى بهم إلى هذه النتيجة وإدمانها وتزايد أعدادهن؟

يشير علماء النفس إلى أنه من الأسباب التي تدفع الإناث إلى فِعلها مرورهن بالضغوط النفسية والعصبية التي يعانين منها سواء كانت من الأسرة أو من المجتمع المحيط بهن وتعرضهن للاضطرابات النفسية والعقلية والاجتماعية ومحاولة منهن لإثبات الذات وشعورهن بالتحرر من القيود العالقة بأذهانهن والمُقيدة لهم ومنهن من تلجأ إليه نتيجة للانفلات الاجتماعي والانسياق خلف التقاليد والمسايرة.

مُعتقدين أنه عند استخدامها يتم التنفيث عن الضغوط بداخلهم التي يعانون منها وإخراج ما بداخلهم من كبت مع طرد الدخان المُتسبب منها إلا أن تحليل ذلك من الناحية النفسية ما هو إلا مُجرد شعور وهمي ناتج عن كم الفراغ الذي تعانية الفتاه والركود في حياتها والملل الذي يتخللها، كما أن هذا المُعتقد منتشر في الدول النامية بشكل أوسع ولا يخفف من حدته الضغط العصبي بالعكس يعمل على زيادته.

وفي ذلك مخاطر صحية جسيمة لهن كالإصابة بسرطان الرئة، أمراض القلب، جلطة الدماغ، انسداد الشعب الهوائية المزمنة، سرطان الفم، سرطان الحنجرة، سرطان الثدي، سرطان الجهاز التنفسي، وتزيد احتمالية النساء المدخنات بالإصابة بسرطان الرحم بنسبة أعلى من غير المدخنات مما يؤثر سلبًا على الإنجاب ويزيد من خطر حدوث اليأس المبكر والإجهاض وولادة أجنة ذوي وزن منخفض ومن الناحية الجمالية تؤثر على تجاعيد البشرة وأمراض اللثة وتسوس الأسنان وروائح الفم الكريهة والملابس، ويؤدي تناوب نفس الشيشة بين المدخنات إلى انتشار ميكروب الدرن المسبب لمرض السل.

ويرجع ذلك لكون احتواء الشيشة – الأرجيلة – على كميات أكبر بعشرين ضعفًا من غاز أول أكسيد الكربون ويحتوي أيضًا على نسبة أعلى من النيكوتين والقطران التي تحتويها دخان لفافة التبغ، وتعادل الشيشة ما يقارب 50-60 سيجارة في جلسة تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات ويعادل تدخين 25 سيجارة تقريبًا.

وتشير الدراسات أنه مع حلول عام 2025 م سيرتفع معدل الوفيات إذا ما استمر استخدام الشيشة ليصل إلى ما يقرب من 10 ملايين حالة وفاة سنويًّا.

والأمر لا يتعلق فقط بالمدخن الإيجابي لها فهناك العديد من الدراسات توصلت إلى خطورتها الأشد على المدخن السلبي – المتلقي للدخان الناتج المحيط به واستنشاقة – فلها نفس أضرار ومساوئ التدخين ذاته.

كل هذه المخاطر وأسوأ ليس من الممكن ولا بحكم العقل والدين أن تكون المجازفة بالصحة وإهدارها مقابل بخس للاستمتاع بالترفية والوجاهه الاجتماعية و اعتقاد وهمي للترويح عن النفس من الضغوط والأعباء ومحاولة للتقليد الأعمى والمسايرة المدمرة المؤذية للنفس أولًا. والشعارات الزائفة بحصولهن على الحرية.

إن السبيل للوصول إلى الهدف المرجو وراء استعمالها لايكمن بها فهي ستار وهمىي يؤدى بالصحة إلى الهلاك ولكن الإقلاع عنها والاستمتاع بالصحة والحفاظ عليها هو أول نقاط القدرة على البحث بعقل واعٍ سليم. فصحة المرأة وجسدها ليست ملكًا لها وحدها فهي نواة المجتمع منها تُبنى وتنشأ أجيال جديدة قوية، فهي المُربية الأولى لهم والقدوة التي يحتذى بها. فالمحافظة على ذاتها هي البداية الأساسية للحفاظ على المجتمع وعدم هدر حقه وإعلائه.

بقلم أسماء بركة

بواسطة راديو بيتنا

صوت المهاجر العربي من راديو بيتنا تأسس عام 2010 ويتخذ من مدينة وندسور بمقاطعة أونتاريو مركزاً له. ويُعنى بالشأن الفني والاجتماعي والاقتصادي في كندا والولايات المتحدة الأمريكية.